أدلى الوزير الأول الجزائري، أحمد أويحيى، بتصريح للصحافة، تحدث فيه عن علاقة بلاده ب»الجار»، الذي يعني به المغرب، كما تحدث عن المغاربة، مستعملاً كلمة «المراركة»، وهي لفظة قدحية في الجزائر، يتجنبها كل ذي أخلاق ولياقة، ولا تستعمل إلا من طرف المتخلفين من عامة القوم أو من طرف الذي يسعى للإساءة للشعب المغربي.
ومن المعلوم أن استعمال هذه الكلمة القدحية، جاء نتيجة تأثر الجزائريين، في المرحلة الاستعمارية، بلغة المستعمر الفرنسي، فهي نحت لكلمة «ماروك»، أخذت تسري كذلك على الإشارة للشعب المغربي، بسبب ضعف استعمال اللغة العربية، آنذاك، ورغم أن الجزائر، منذ حصولها على الاستقلال، بذلت مجهودات كبيرة من أجل التعريب، إلا أَن خليطا هجينا من اللغة الفرنسية والعامية، بحمولتها الاستعمارية، مازال عالقاً في بعض التعبيرات ولدى العديد من الفئات، خاصة الشعبية.
ويظهر من اللفظ الذي استعمله أويحيى للحديث عن المغاربة، أنه ينتمي للفئة المتخلفة، التي لم تتخلص بعد من التأثيرات الاستعمارية، في اللغة العامية الجزائرية، وأنه بحاجة إلى إعادة تكوين، حتى يتجنب السقوط في استعمال مثل هذه التعبيرات التي تسيء لصورة المسؤولين الجزائريين، الذين من المفترض أن يقدموا المثال لشعبهم في التخلص من بقايا الاستعمار، على الأقل في اللغة التي يستعملونها.
أما في ما يتعلق بسياسة الدولة الجزائرية، خاصة مع «الجار»، كما قال أويحيى، فإنها تٓبٓنّت حرفياً الاستراتيجية الاستعمارية، الفرنسية، سواء في تعاملها مع الحدود مع المغرب، حيث ضمت أجزاءً من المنطقة الشرقية المغربية، التي كانت فرنسا احتلتها وألحقتها بالجزائر، كولاية فرنسية، آنذاك، أو في مواصلة الدفاع عن التجزئة والتقسيم، الذي تعرض له المغرب، بعد أن فُرٍضَ عليه الاستعمار من طرف تحالف أوروبي.
وقد انبرت الدولة الجزائرية، منذ حصول بلادها على الاستقلال، لمواجهة مشروع استكمال المغرب لوحدته الترابية، عندما دافعت بقوة عن مبدأ عدم المساس بالحدود الموروثة عن الاستعمار، فكانت بذلك تلميذاً مجتهدًا للمستعمر، ويبدو أن الاجتهاد تجاوز هذه القضايا الجيو -استراتيجية، لدى المسؤولين في هذا البلد، ليمتد إلى لغتهم أيضاً.