يونس مجاهد
من المؤكد أن أحداث الريف، تثير تساؤلات حول مآلها، ومختلف الملابسات التي تحيط بها، وقد فاجأت العديد من المتتبعين بحجمها، وما شابها من تطورات، ليست حتماً إيجابية، غير أن المراقب للوضع الاقتصادي والإجتماعي بالمغرب، لا يمكنه أن يفاجأ بمثل هذه الحركات، إذا أخذ بعين الإعتبار المعطيات البنيوية، طبقا للدراسات والتقارير، الصادرة عن الهيآت الرسمية المغربية، وعن منظمات دولية.
فطبقا للدراسة التي أجرتها المندوبية السامية للتخطيط، فإن نسبة النمو الديمغرافي بالمغرب، ستتواصل إلى حدود سنة 2030 بحجم 300 ألف شخص، سنويا، وستتركز هذه الزيادة خاصة في المدن، كما أن الهجرة نحو الحواضر ستتضاعف، كما ستعرف القرى وتيرة تمدن أكبر. كل هذا يعني أيضا أن عدد السكان من 15 إلى 59 سنة، يتطور من 16,7 مليون نسمة، سنة 2005 إلى 22,6 مليون، سنة 2030.
ترجمة هذه الأرقام، بالملموس، هي أن الضغط على سوق الشغل من طرف هذه الفئة، سيصل إلى ذروته، خلال السنوات المقبلة، علماً أن البنك الدولي، في تقرير أخير، يشير إلى أن معدل البطالة الكلي في المغرب لازال مرتفعا، إذ يبلغ 9%، وأعلى بدرجة ملحوظة بين الشباب في المناطق الحضرية التي تصل فيها نسبة البطالة بين الشباب إلى 38.8% إلى حدود شهر يونيومن السنة الجارية 2016.
إذا أضفنا إلى كل هذا،التقرير الصادر عن اليونسكو، سنة 2014، فانه يؤكد أن 10 في المائة من الأطفال بالمغرب، لا يلتحقون بالمدرسة، وأن 35 في المائة، فقط، من التلاميذ يلتحقون بالثانوي، وأن معدل النجاح في الباكالوريا، لا يتجاوز 2 على 5 تلميذ، فإننا أمام خريطة هدر وضياع خطيرة.
هذه المعطيات البنيوية ليست خاصة بمنطقة الريف، وحدها، لذلك، من المنتظر أن تعرف مناطق أخرى بالمغرب، إحتجاجات ذات طابع إجتماعي، وتترجم بأشكال مختلفةً، حسب ظروف وشروط وتاريخ كل منطقة، خاصة وأن هناك مناطق، مثل الريف عاشت تهميشاً منذ السنوات الأولى للإستقلال، ورغم كل المجهودات المبذولة، في الخمسة عشر سنة الأخيرة، لتجاوز هذا الوضع، فإن الشعورالجماعي بالظلم، ما زال لم يعالج بصفة نهائية، لكنه لا يبرر التجاوزات التي قد تكون مخالفة للقانون.
لذلك، فإن الإحتجاجات والمطالب الاقتصادية والإجتماعية، ليس في المغرب، وحده، بل في المنطقة المغاربية، والبلدان المشابهة لها، ستنفجر من حين لآخر، ويمكن معالجتها، بمختلف الإجراءات الإستعجالية، والإستعداد لها، لتدارك الزمن الضائع، الذي كانت الحكومة السابقة، جزءً منه.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

وفد عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يشارك النسخة الثانية من المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والديمقراطيين الاجتماعيين بكولومبيا

الكاتب الأول إدريس لشكر: ضرورة نهضة حقيقية لمنظومة التربية والتكوين لتنزيل الإصلاحات وتفعيل القانون الإطار

عبد الرحيم شهيد : الحكومة الحالية ذات التوجه الليبرالي ليس لها نفس سياسي ديمقراطي

الكاتب الأول في المؤتمر الإقليمي الرابع للحزب بزاكورة:نحن في حاجة إلى أن نحافظ على وحدتنا، وبلادنا كما يشاهد الجميع قدمت دروسا لجيراننا