ان وقفة تأمل لمهرجان الشباب الدولي الذي انعقد مؤخرا بسوتشي تكشف لنا المغالطات الكبيرة التي تريد الجزائر، وبعض اتباعها الهامنا بها بوضع اسم رمز كبير، والتعلق «تشي كيفارا» ،الى جانب عبد العزيز المراكشي وهي مفارقة صارخة لا يمكن تفسيرها إلا بإجترار الحرب الباردة وحرب الرمال إلى زمن مغاير ومخالف للسابق في كافة الواجهات.
إن وعينا بهذا المعطى الذي يتأسف له العارفين بتاريخ الرجلين، ويؤلم انصار تشي كيفارا ويتساءل حول فحواه معارضيه، ممن خبروا ايمان الرجل بالثورة والقضية، كما خبروا قدرة الرجل وعقائديته. ولا يمكن ونحن نستحضر هذه المعطيات الهامة والحاسمة في تاريخ الفصل بين محطات زمنية لها تمفصلاتها الدالة، ان يغيب من أذهاننا فحوى مشاركتنا في مهرجان الشباب الدولي بروسيا كشبيبة أو كوفد مغربي، بمنطق المشاركة من أجل المشاركة.
فبعد وقفة تأمل مريرة للعطب الكبير الذي أصاب الدبلوماسية الشبيبية- بعنوان عريض ادخل المنظمة الوهمية شبيبة البوليساريو الى البيان الختامي، الصادر عن المهرجان الدولي للشباب والطلبة بمدينة سوتشي الروسية، حيث اعتبر «تقرير مصير» في الصحراء المغربية، بوصفها بالغربية، ونعثها بالمستعمرة الافريقية، كما وضعها في كفة واحدة مع القضية الفلسطينية- فان التساؤل عن فحوى مشاركة احدى الشبيبات الحزبية المغربية في مهرجان تسوتشي يحضر بقوة ، وهي تعلم جيدا ان البوليساريو ومن وراءها دسوا أوهامهم قبلا في البيان الختامي لمهرجان ( الويفدي)مستغلين بذلك الفراغ اللاإرادي الذي تركته الشبيبتين الاتحادية والاستقلالية بعد الطرد غير لعادل.
وما يستوقف بالفعل، هو الفشل الذريع الذي وقع وفد المغرب الشبيبي، في غياب تام لأي خطوة ايجابية كانت لتحسب لهم «كالانسحاب» او «المقاطعة» وفي المقابل فتح شكل نضالي لشرح التداعيات والملابسات كما فعلت الشبيبات الدولية الاخرى كفلسطين مدعمة بالأردن و مصر عندما دنست القاعة بالعلم الإسرائيلي. وهو الشيء الذي لم تجرأ ندوة الرباط التي نظمها رئيس الوفد المغرب إلى تسوتشي، كشفها هاربة إلى تقديم مبررات ومغالطات لا تمت بصلة بما حدث ووصل –طبعا- إلى المسامع ولما لا العيون من خلال الصور والفديوهات التي وصلت، وهذا أمر طبيعي في المتابعة عن قرب مادام الأمر يتعلق بمصير قضية بلد جعل القضية الصحراء المغربية اكبر من خبزه وشايه وحياته والمثير للجدل اكثر هو اطلاعهم مسبقا بالبرنامج بكامله دون اي رد فعل فرضته لحظة تكريم زعيم الجمهورية الوهمية. لهذا نكرر ما جدوى مشاركتنا التي تجعلنا نلحق بالركب ونحن السباقين بتسجيل الاهداف نصرة للوطن وقضية الصحراء في المحافل الدولية .
نعم يمكنني ان اقول وانا اتتبع بقلق شديد فشل رفاقنا في الصف الديموقراطي الحداثي انهم لم يكونوا في المستوى المطلوب، بداية بغياب مخطط المشاركة، وهو الغياب الذي سجل حيث عدم تمكنهم من الحضور في الحفل الختامي الضخم ، وحول المشاركة المغربية الى مشاركة فلكلورية فقط ، ناهيك عن العضوية المجمدة .
في الوقت ذاته تسعى الدبلوماسية الرسمية جاهدة لتحقيق مكاسب على كافة المستويات دونها الشعب المغربي في دستور 2011 كمطلب حقيقي من اجل حماية قضايا بلدنا المصيرية .
وهنا تدفعني الغيرة على الوطن للتساؤل مرة اخرى عن فحوى هدر المال العام، الناتج عن التكلف بمصاريف 52 شاب مقابل بمبالغ هامة، والنتيجة سلبية، فلا يجب ان تكون المشاركة فقط من اجل المشاركة، رغم إيماننا بعدم أهمية سياسية الكرسي الفارغ، لكن العودة بخفي حنين التي ملؤها بصور السيلفي الموزعة بمواقع التواصل الاجتماعي تكون أقسى من كرسي نملؤه بالفراغ الاكبر .
وعودة الى موضوع طرد الشبيبتين الاتحادية والاستقلالية فالأمر يعود الى نفس المهرجان بجنوب افريقيا سنة 2010 حين قام الوفد المغربي بعرض حول مغربية الصحراء وشرح مشروع الحكم الذاتي ليفاجئوا بهجوم غير مسبق من طرف شبيبة الكيان الوهمي مؤازرين ببعض الشباب الاسباني الحاقدين على وحدة المغرب ليتكهرب الجو العام والدخول في مشادات كلامية وصلت الى الضرب المتبادل حيث استغربنا اناداك قرار اللجنة التنفيذية الرامية الى الطرد والتجميد الى حدود كتابة هده الاسطر فما تفرضه الاخلاق السياسية هي على الاقل اخبار كتاب الشبيبتين للتنسيق في هدا الاطار خصوصا وان الامر يتعلق بمناقشة قضايا مهمة مثل الارهاب وقضية الصحراء المغربية .