من بين أهم ما نشر في الجزائر، بخصوص تصريحات وزير خارجية هذا البلد، عبد القادر مساهل، حول اتهاماته اللاأخلاقية للمغرب، ما كتبه الصحافي والكاتب، محمد بنشيكو، في جريدة Le Matin D algerie، والتي وصف فيها تصريحات الوزير بأنها «إجرامية».
ويعتبر بنشيكو، أن ما فاه به مساهل، ليس سوى محاولة لإرضاء الطغمة التي تحكم الجزائر، والتي تسعى إلى الدخول في حرب عسكرية، مع المغرب، من أجل تحويل الأنظار عن المأزق الذي يعيشه هذا البلد. ويضيف بأن المشاحنات بين الشباب من البلدين، التي تملأ الشبكات الإجتماعية، هي نتيجة لإغلاق الحدود، حيث لا يعرفون سوى المزايدات وتبادل السب، والدفاع عن شعور وطني بليد، في انتظار قتل الآخر، عندما يقرر السياسيون استبدال الحاسوب بالبندقية، ورمي الشباب ضحية الكذب، في أتون الحرب، التي قد تؤدي إلى مليوني قتيل.
ويمكن القول إن الصحافي قد وضع أصبعه على الجرح، لكن هذا ليس سوى نصف الحقيقية، لأن هناك من يتحمل مسؤولية التصعيد المتواصل، أي الذي يُصِرّ على إغلاق الحدود البرية، ويمول ويسلح المجموعة الانفصالية، ويربط مصير المنطقة المغاربية، بهذا النزاع، الذي هو حالياً بين أيدي الأمم المتحدة، بل إن حكام الجزائر سعوا إلى تعميم حالة الشقاق والانقسام، ليس بين البلدين أو في المنطقة المغاربية، فقط، بل في عموم القارة الإفريقية.
والسؤال المشروع الذي يمكن أن يطرحه كل عاقل، هو ما الذي تريده الطغمة العسكرية، في الجزائر؟ إلى أين تريد أن تجر المنطقة المغاربية؟ ومن الرابح في حرب بين البلدين، ومن الخاسر؟ يعتبر بنشيكو، في مقاله، أن الخاسر هم الشباب من الفئات الشعبية، وقود الحرب، أما أبناء أصدقاء مساهل، من الطغمة العسكرية، فلا خشية عليهم، فلديهم حسابات بنكية في المناطق الحرة، وإقاماتهم الباريسية،ومستقبلهم في المختبرات السرية، التي يتم فيها تقاسم أموال البترول.
لذلك، من المفيد إدراك أن التصعيد المجاني بين الشعبين، وخاصة بين الشباب المغربي والجزائري، يخدم الطغمة العسكرية، لأن من مصلحتها القضاء على أي تقارب بين أبناء البلدين، لذلك تغلق الحدود البرية، وتختلق، في كل مرة، مشكلة مع المغرب، وتستفزه في كل المناسبات والمحافل، لأنها تفتقد لأي مشروع آخر، تقدمه لشعب الجزائر، سوى إذكاء مشاعر العداء تجاه المغاربة.