ودعت الدار البيضاء، بعد زوال أول أمس، في جو جنائزي مهيب، المقاوم الإنسان والمناضل الخلوق محمد اجار المقلب بسعيد بونعيلات، بحضور عائلته الصغيرة، كما حضر الجنازة بمقبرة الشهداء حشد من السياسيين والنقابيين ورجالات المقاومة وجيش التحرير، وحضر وفد من المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يتقدمه الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر وشخصيات سياسية وطنية ووالي الدار البيضاء.
وأبن رئيس المندوبية السامية لأعضاء المقاومة وجيش التحرير مصطفى الكثيري، الراحل، حيث وقف على مناقب الفقيد ودوره الوطني في الدفاع غن استقلال البلاد ووحدتها وكذا دوره الوطني كمناضل من أجل الكرامة والديمقراطية، وتطرق أيضا للمعاناة التي واجهها الفقيد، إذ عاش حياة المنفى والغربة بالجزائر واسبانيا واعتقل في المغرب وحكم عليه ثلاث مرات بالإعدام .
كما تناول الكلمة كل من محمد بنسعيد ايت ايدر وعبد الكريم المانوزي، وتحدثا عن حياة الراحل ونزاهته الفكرية والأدبية وصموده في الدفاع عن مواقفه وشهامته تجاه رفاقه، وأشارت الشهادات إلى أن الفقيد ظل متمسكا بمبادئه وطهارة يده وعاش على الكفاف والعفاف ومات عليها رحمه الله. وظل الفقيد قبل أن يرتقي إلى جوار ربه في قسم العناية المركزة بأحد مستشفيات مدينة الدار البيضاء منذ أكثر من شهر.
وكان الراحل قد ازداد سنة 1920 بقرية أمانوز بتافراوت، وانتقلت عائلته إلى مدينة الدار البيضاء، ليصطف، رغم صغر سنه، في صفوف حزب الاستقلال. وعقب تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، عين مسؤولا عن التنظيم الحزبي بكريان سنطرال حيث تعرف على قادة الحزب بالدار البيضاء منهم محمد الزرقطوني وعبد الرحمان اليوسفي وبوشتى الجامعي وبناصر حركات ومحمد منصور.
نشاطه امتد إلى مدن عديدة خارج مدينة الدار البيضاء، حيث كانت أسفاره مناسبة لاستقطاب المناضلين الجدد لصفوف الحزب ونشر توجيهات وتعليمات القيادة الحزبية وتوزيع صور السلطان سيدي محمد بن يوسف.
وفي مارس 1973، عين عضوا بالمجلس الوطني لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وانتخب ضمن أعضاء مكتبه ولجنته الدائمة.