ألقت النزهة أباكريم، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، كلمة في اللقاء الوطني الذي نظم تكريما لروح الفقيد المقاوم سعيد بونعيلات باسم ثلة من النساء المكرمات، حيث عبرت عن سعادتها بالحضور مع أسرة المقاومة وجيش التحرير وكابنة أحد المقاومين، وقالت في هذا الصدد : « أنا سعيدة بتواجدي بين أحضان أسرتي، أسرة المقاومة وجيش التحرير، أسرة المجاهدين المناضلين الأوفياء الشرفاء، الذين حرروا بلادنا من قيود الاستعمار، بصفتي ابنة المقاوم الكبير الباعمراني مولاي المحنفي أباكريم، الذي كان من نفس جيل المحتفى به المجاهد الفذ سعيد بونعيلات، فهما ينحدران من نفس الإقليم، تزنيت، وهما من طينة المقاومين المخلصين لهذا الوطن، الذين لا تثنيهم لومة لائم عن قول كلمة الحق، ويرفضون الاستسلام للظلم، سواء أثناء الاستعمار أو بعد حصول البلاد على الاستقلال «. كما شددت أباكريم، الناشطة الامازيغية وابنة المقاوم مولاي المحنفي على أن المجاهد الكبير سعيد بونعيلات كان رمزا كرس حياته للجهاد في سبيل الوطن: « هذا الرجل الرمز الذي رفض أن يعتبر حصول البلاد على الاستقلال انتهاء أو نهاية مهمة المناضلين وأصر على استمرار ورش الإصلاح «.
وأضافت عضو المكتب السياسي : « أحضر هذا اللقاء الذي تكرم فيه ثلة من النساء، هؤلاء النساء المناضلات اللواتي لم يقفن وراء أزواجهن وأسرهن وأبنائهن بل وقفن بجانبهم طيلة مسارهن النضالي « .
وأكدت أباكريم على عدم إنصاف التاريخ للمرأة المغربية وقالت في هذا الصدد : «إن التاريخ رفض، للأسف الشديد، أن يعترف للمرأة المغربية بما قامت به، خاصة المرأة المقاومة، رفض أن يعترف لها ويسجل بمداد من ذهب البطولات النسائية في هذا الوطن، فالنساء لعبن دورا أساسيا في مقاومة المستعمر، والمرأة الباعمرانية لعبت أدوارا تضاهي دور الرجال في الواجهة ضد المستعمر، لكن الدولة المغربية، للأسف، اعترفت بالرجال ورفضت النساء وأصبحت تلقبهن « بأرامل المقاومة « ، وهن في حقيقة الأمر مقاومات حقيقيات، وهناك شهادات كثيرة تحكي عن احتضان بيوتهن لكبار المقاومين « .
أما عن الأوضاع التي تعيشها أسرة المقاومة فذكرت أباكريم أن المجاهد المقاوم سعيد بونعيلات كان يعبر في محطات كثيرة عن عدم رضاه لما آلت إليه هذه الأوضاع، وطالبت الدولة بأن تعتني بهذه الفئات لأنها تعيش البؤس، فأحفاد وأبناء أسرة المقاومة يجب أن يحملوا المشعل والاستمرارية في النضال إلى أن تتحرر البلاد من براثن الفقر والتهميش والإقصاء وتؤسس لأسس الديمقراطية الحقة والتنمية الحقيقية التي تشمل جميع مناحي حياة المواطنين المغاربة .
وفي الختام أهدت النزهة أباكريم النساء المكرمات وجميع المناضلين المخلصين قصيدة أمازيغية عنوانها « اسأل « .