يونس مجاهد
اختتم المؤتمر العاشر للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أشغاله، بعد اجتماعات مكثفة، سواء في الجلسات العامة أو في اللجان، حيث ساد النقاش والجدل، حول مختلف القضايا التي تهم الحزب والوطن، ورغم الاختلاف في التحليل والمقاربة، الذي طبع العديد من التدخلات، غير أن خيطا ناظما، ظل يربط بين كل المساهمات.
هناك قلق واضح حول المشروع المجتمعي، الذي ينبغي أن يسير نحوه المغرب، وقد بدا ذلك واضحا في مختلف الوثائق، من تقرير أدبي وتقرير توجيهي، وغيرها من التدخلات، تمت ترجمتها في البيان العام، الذي أثار إشكالية التوجهات الشعبوية والتراجعية، التي تعيشها المنطقة، بفعل تأثيرات الإيديولوجيات الرجعية والضغط الهوياتي، الذي جاء كردة فعل على العولمة.
لذلك اعتبر المؤتمر العاشر للاتحاد الاشتراكي، أن هناك مسؤوليات مشتركة من الضروري، على كل طرف في الدولة والمجتمع، أن يتحملها. فهناك الورش الدستوري، الذي يحتاج إلى مراجعة في كيفية تفعيله وتنزيله على أرض الواقع، ليتجاوب مع مبادئه وروحه ونصه، في دمقرطة وتحديث المجتمع، وفي صيانة المكتسبات الحقوقية، وتكريس المساواة بين الجنسين، والانفتاح على الحضارات الإنسانية…
وهناك الأدوار التي يمكن لمختلف السلط، وعلى رأسها السلطة الملكية، أن تلعبها، من أجل تحصين المجتمع من التطرّف والغُلو، ومن جماعات الضغط غير المشروعة، وتعزيز آليات المواطنة الحقة، وحماية المواطنات والمواطنين من الممارسات التي تنتج المهانة والإذلال…
وفي تناوله لمحور التربية والتعليم، سجل أن جزءًا من مشاكل هذا القطاع تكمن في ما وصفه « بالأغلال التراثية والثقافية واللغوية والمنهجية»، التي تعيد إنتاج التخلف، وتهدد قدرات التلامذة والطلبة، الفكرية والعلمية.
ويمكن القول إن البرنامج الذي يقترحه للمؤتمر، في هذا الصدد، ينطلق من ضرورة الحسم في الاختيارات الكبرى للمشروع المجتمعي المغربي، الذي ينبغي بناؤه، والتوجه نحوه، لتشييد مستقبل المغاربة، الذين لا يمكن أن يتطلعوا إلى نموذج دولة متخلفة، يسودها الجهل والرجعية والانغلاق، بل إن ما تصبو إليه الأجيال الشابة، على الخصوص، هو العيش الكريم، في مجتمع منفتح، تسوده الحرية والمساواة، ومتحرر من قيود الجهل والتخلف.
من المؤكد أن المؤتمر، وهو يجدد توجه حزبه، اليساري والاشتراكي الديمقراطي، يدرك أن الأمر لن يكون سهلا، لأن تشييد مجتمع الحرية والمساواة والعلم والمعرفة، لن يتم إلا إذا تظافرت الإرادات، من مختلف الأطراف الفاعلة في الدولة والمجتمع.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

وفد عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يشارك النسخة الثانية من المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والديمقراطيين الاجتماعيين بكولومبيا

الكاتب الأول إدريس لشكر: ضرورة نهضة حقيقية لمنظومة التربية والتكوين لتنزيل الإصلاحات وتفعيل القانون الإطار

عبد الرحيم شهيد : الحكومة الحالية ذات التوجه الليبرالي ليس لها نفس سياسي ديمقراطي

الكاتب الأول في المؤتمر الإقليمي الرابع للحزب بزاكورة:نحن في حاجة إلى أن نحافظ على وحدتنا، وبلادنا كما يشاهد الجميع قدمت دروسا لجيراننا