9 أكتوبر 2017

يونس مجاهد
تحتفل مصر، هذه الأيام، بالذكرى 44 لحرب سادس أكتوبر، التي تمكن فيها الجيش المصري من إلحاق أول هزيمة عسكرية بإسرائيل، وتدمير أكبر خط دفاعي، هو جدار بارليف، الذي كان الإسرائيليون والمختصون العسكريون يعتبرون تجاوزه أمرا مستحيلا، غير أن ملحمة «العبور»، ستظل موضوعا يدرس كأنجح الخطط العسكرية في تاريخ الجيوش.
ومن المعلوم أن هذا الجدار يعتبر أهم خط دفاعي في التاريخ الحديث، اقترحه رئيس الأركان الإسرائيلي، حاييم بارليف، بعد هزيمة1967 ، لتأمين سيطرة الكيان الصهيوني على سيناء الشرقية، لذلك تم بناؤه على مسافة 170 كلمترا على ضفة قناة السويس، وزودته إسرائيل بكل تجهيزات المراقبة المبكرة والدفاع والوسائل الرادعة من دبابات وطيران وعملت على كهربته، حتى تحول دون أي هجوم عليه.
غير أن مصر، تحت زعامة الرئيس جمال عبد الناصر، كانت قد بدأت في دراسة مختلف السيناريوهات لتحطيمه، خاصة سنة 1969، حيث كلفت فريقا من المتخصصين في الهندسة العسكرية بتقديم الحلول الممكنة لاختراق هذا الخط الدفاعي. وقدمت قناة النيل الثقافية شهادة لأحد المهندسين، اللواء باقي زاكي يوسف، الذي كان صاحب فكرة استعمال خراطيم المياه لدٓكّ الأساسات الترابية التي بني عليها الجدار، مستوحيا ذلك من الخطة التي استعملت في حفر السد العالي، الذي كان من أكبر إنجازات الزعيم عبد الناصر.
وتؤكد التقارير أن الذي قدم التقارير للدولة المصرية حول هندسة خط بارليف، هو رفعت الجمال، الشهير برأفت الهجان، واستمر العمل بعد وفاة عبد الناصر، إلى سنة 1973، تحت حكم أنوار السادات، الذي نفذ الخطة المرسومة مسبقا من طرف الجيش والاستخبارات المصرية.
وقد تتبع المغاربة في المنازل والمقاهي آنذاك، هذه الحرب، بكل تفاصيلها، من خلال التلفزة المغربية، التي كانت تقدم تقريراً يوميا بالخرائط والبيانات، التي أبدع فيها الصحافي الصديق معنينو، فكانت الأزقة والشوارع تظل مهجورة إلى أن تنتهي نشرة الأخبار.
حرب أكتوبر، خطط لها الجيش المصري منذ حرب الاستنزاف التي خاضها عبد الناصر، ونفذها السادات، الذي كان لديه جيش وطني كبير، لكن الرئيس أخطأ الحساب، لأنه لم يكن في مستوى الانتصار، فقدم تنازلات مجانية، لأنه لم يفهم أن الحرب ليست سوى استمرار للسياسة بوسائل أخرى، كما يقول كلاوسفتشز، وليس السياسة استمرار للحرب، فقٓلٓبٓ المعادلة وخسِر، وكان من الممكن تحقيق مزيد من المكاسب العسكرية، في هذه الحرب، قبل المرور للعملية السياسية.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

وفد عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يشارك النسخة الثانية من المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والديمقراطيين الاجتماعيين بكولومبيا

الكاتب الأول إدريس لشكر: ضرورة نهضة حقيقية لمنظومة التربية والتكوين لتنزيل الإصلاحات وتفعيل القانون الإطار

عبد الرحيم شهيد : الحكومة الحالية ذات التوجه الليبرالي ليس لها نفس سياسي ديمقراطي

الكاتب الأول في المؤتمر الإقليمي الرابع للحزب بزاكورة:نحن في حاجة إلى أن نحافظ على وحدتنا، وبلادنا كما يشاهد الجميع قدمت دروسا لجيراننا