تجاوز الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، كل الحدود الأخلاقية، التي من المفترض أن تتوفر في الخطاب السياسي المحترم، حيث عاد بالمغرب إلى الوراء، في محاولة لجٓرّ من يعتبرهم خصومه السياسيين إلى مستنقع التلاسن، الذي اعتقد المغاربة أنهم، ربما، تخلصوا منه، إلى غير رجعة.
ذلك، أن بنكيران، لم يدخر وسعاً في افتتاح مؤتمر شبيبة حزب العدالة والتنمية، في التحامل على الأحزاب الأخرى، بل وصل إلى استعمال أساليب السب والتهجم الشخصي، منتهكاً بذلك كل الأعراف الأخلاقية، التي ينبغي احترامها، علماً بأنه تعود على هذا النوع من الخطاب، حيث سبق له أن استعمل تعابير مشينة في البرلمان، وفي العديد من تصريحاته وتدخلاته، إلى أن أصبح رائداً في الشعبوية، تشجعه في ذلك تصفيقات أنصاره، الذين يحرص جاهداً على إضحاكهم ودغدغة نوازعهم.
غير أن المثير في كل هذا، هو أن ما فاه به بنكيران، من سبّ وتهجم على مسؤولي الأحزاب الأخرى والحط من كرامتهم، عن طريق التحامل والكلام السيئ، وصل إلى التهكم على مظهرهم الجسدي، و تمّ ذلك بحضور قيادات الحزب، وفي اجتماع رسمي لتنظيمه الشبيبي الموازي.
من الراجح أن هدف بنكيران، هو تأكيد تواجده السياسي، رغم كل الفشل الذي مُنِيٓ به، غير أنه يريد العودة بنفس الأسلوب، الذي كان من أسباب هذا الفشل، والمتمثل في التفنن في الشعبوية، وعدم احترام المؤسسات، والخصوم السياسيين، والمختلفين معه من زعامات نسائية ومثقفين، وغيرهم. وبالإضافة إلى كل هذا، فإنه لا يقدم أي أفكار أو بدائل للوضع، على أي مستوى من المستويات، باستثناء الإساءة للآخرين.
و يبدو أن بنكيران، يتعامل بمنطق الشخص الذي ليس له أي شيء يخسره، لذلك سيلجأ إلى سياسة الأرض المحروقة، غير أنه بذلك يسيء لأحزاب وأطراف أخرى، وهو أمر لا يمكن تحمله، من قِبٓلِ الذين تتم الإساءة إليهم، مهما كانت الاعتبارات، لأن التهجم والحط من الكرامة، يشكل ضرراً بالغاً لهم.