عن جريدة الاتحاد الاشتراكي

اليوم 18 نونبر تحل الذكرى ال 62 لعيد الاستقلال .يوم يرمز لانعتاق المغرب من الاستعمار الذي جثم على صدر الأمة شعبا وأرضا حوالي نصف قرن، استغل فيها خيرات البلاد، واضطهد سكانها، ونفى ملكها محمد الخامس، بعد أن أجهض الوطنيون والعرش تلك المؤامرة، التي حاولت الإطاحة بالملك الشرعي، وتنصيب شخصية موالية بالمطلق لها ولسياساتها.
عيد الاستقلال، هو تجسيد لتلاحم نضالات حركة وطنية، ومواقف مشرفة لأب الأمة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه . إن هذه الذكرى يخلدها المغرب كل سنة، تعبيرا عن انتصار إرادة شعب، رفض الاستعمار، وخاض في سبيل الاستقلال معارك بمدن البلاد وقراها، وقدم تضحيات جساما، توجت بطرد المحتل، وباستعادة السيادة، وبعودة الملك الشرعي من منفاه إلى عرشه وأحضان وطنه وشعبه .
والمغرب، إذ يخلد هذه السنة ذكرى عيد الاستقلال المجيدة، فإنه لابد أن يستحضر دلالات هذا الاحتفال، والتي من أبرزها أهمية ذلك التلاحم بين مختلف مكونات الأمة، والذي عبرت عنه الحركة الوطنية في أدبياتها ووثائقها، وأبرزها عريضة المطالبة بالاستقلال، التي تم تقديمها في 11 يناير 1944. ووفاءً لمطلب الاستقلال، خاضت هذه الحركة معاركَ ضارية، ذات واجهتين:
الواجهة الأولى سياسية من خلال التعريف بالقضية المغربية خاصة لدى الأمم المتحدة ولدى العديد من الدول.
والثانية، مسلحة جسدتها رموز، ستبقى موشومة في الذاكرة الفردية والجماعية، على شاكلة: محمد الحنصالي، وعبد الكريم الخطابي، ومحمد الزرقطوني، وعلال بنعبد لله، وموحا احموالزياني …ورفضا للاستعمار، ولسياساته، كانت دائما انتفاضات عبر ربوع البلاد، انخرط فيها الفلاحون والعمال… وعمليات نوعية نفذها مقاومون شجعان.
إن تحقيق هدف الاستقلال، كان كذلك بداية لمعارك أخرى، أو بتعبير الملك محمد الخامس، الانتقال من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر . وهذا الأخير، هو ما شكل هاجسا لدى المغاربة، وعمل الوطنيون أيا كانت مواقعهم، في الأحزاب أوالنقابات، أو المنظمات، أو المناصب، والمسؤوليات، وطيلة ستة عقود على تجسيده، من أجل بناء مغرب الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وهو ما أثمر استعادة أقاليمنا الجنوبية إلى مغربها . وهذا الجهاد الأكبر، هو الذي يضع من بين نقط جدول أعماله استعادة المدينتين السليبتين: مليلية وسبتة …
لقد عمل جلالة الملك محمد السادس، على فتح أوراش جديدة لهذا الجهاد الأكبر، منذ اعتلائه العرش سنة 1999، وأبرز هذه الأوراش:
– موضوع التنمية والنهوض بالمواطن، كي يكون بالفعل جزءا منها ومنخرطا فيها.
– وموضوع بناء مغرب الحداثة والديمقراطية، الذي تجسده الإصلاحات العميقة، تشريعا ومؤسسات.
– وموضوع توفير البنيات التحتية، عبر مختلف مجالات البلاد ، وقضية وحدتنا الترابية، حيث يتم إجهاض مؤامرات خصوم وحدتنا الترابية، وورش فتح آفاق جديدة بإفريقيا القارة، التي تتطلب جهود كل دولها، من أجل تنميتها وتطوير مجتمعاتها…
إن هذه الأوراش وغيرها، تكمن أهميتها في أنها تعزز الاستقلال، وتجسد قيمته، وتنصف التضحيات الجسام، التي تم تقديمها من أجل الحصول عليه، وتساهم في بناء مغرب الحداثة والديمقراطية.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الكاتب الأول الأستاذ إدريس لشكر يترأس المجلس الجهوي الموسع بجهة مراكش -أسفي

انتخاب الاخ سعيد بعزيز رئيسا للجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان

انعقاد المؤتمر الثامن لإقليم الرباط

خلال التجمع الجماهيري لدعم الاخ محمد ياسر الجوهر بفاس: إجماع المتدخلين على فشل الأداء الحكومي