يونس مجاهد

ارتكبت الجماعات الإرهابية، جريمة بشعة في منطقة العريش، بسيناء المصرية، حيث قتلت أكثر من 300ضحية وأصابت أكثر من 100 جريح، في هجوم إجرامي منظم، شارك فيه عدد من الإرهابيين، يمتطون سيارات رباعية الدفع، فجروا عبوة ناسفة، داخل مسجد عامر بالمصلين، قبل أن يواصلوا إطلاق النار عليهم، وحرق سياراتهم حتى يمنعوهم من الهرب، بل هاجموا حتى سيارات الإسعاف التي وصلت لنجدة المصابين.
فداحة الخسائر البشرية، حتى بين الأطفال، وإصرار المجرمين على قتل أكبر عدد من المصلين، تجعل من هذه العملية الإرهابية، مثالا صارخا على الوحشية والهمجية التي ارتكبت بها، من طرف الجماعات الإرهابية التي تتخذ من سيناء مركزا لنشاطها الإجرامي، وكان من المفترض أن تثير ردود فعل قوية وتضامن واسع، مع الضحايا الأبرياء.
غير أنه بالرغم من برقيات وتصريحات الإدانة التي عبر عنها بعض رؤساء الدول، وبيانات وزارات الخارجية، فإن ردود الفعل ظلت ضعيفة، مقارنة مع مبادرات وحملات التضامن الكبيرة التي نظمت في حالات مشابهة، في بعض الأحيان، تكون أقل مما حصل في مسجد الروضة، الذي يعتبر ما حصل فيه مجزرة حقيقية.
بل أكثر من ذلك، تعاملت بعض الصحف ووسائل الإعلام الغربية، مع هذا الموضوع بنوع من التحيز، وصل إلى حد التشفي، حسب تعليقات الصحف المصرية، مما أثار حفيظة المسؤولين عن وزارة الخارجية المصرية، الذين انتقدوا بشدة القناة الأمريكية، س.ن.ن، وصحيفة الغارديان البريطانية، بسبب ما اعتبروه ازدواجية في المعايير، حيث يتم الاستخفاف بالضحايا المصريين، وبالمجهودات التي يبذلها الجيش المصري، في محاربة الإرهاب.
وفي جميع الأحوال، ثمة فرق كبير في تعامل الصحافة والإعلام الغربيين، على الخصوص، تجاه العمليات الإرهابية وما تسفر عنه من ضحايا، حيث تتعامل بنوع من الاستهانة بالموضوع، إذ لايخصص نفس الحيّز لتغطية ومناقشة وتحليل الإرهاب الذي يضرب بلدانا أخرى، غير الغرب، كما ينعكس هذا حتى في مبادرات التضامن مع الضحايا، كما لو كانت الحياة البشرية غالية هناك ورخيصة هنا.

 

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

وفد عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يشارك النسخة الثانية من المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والديمقراطيين الاجتماعيين بكولومبيا

الكاتب الأول إدريس لشكر: ضرورة نهضة حقيقية لمنظومة التربية والتكوين لتنزيل الإصلاحات وتفعيل القانون الإطار

عبد الرحيم شهيد : الحكومة الحالية ذات التوجه الليبرالي ليس لها نفس سياسي ديمقراطي

الكاتب الأول في المؤتمر الإقليمي الرابع للحزب بزاكورة:نحن في حاجة إلى أن نحافظ على وحدتنا، وبلادنا كما يشاهد الجميع قدمت دروسا لجيراننا