تحت شعار “المهدي بنبركة، أزيد من نصف قرن بحثا عن الحقيقة”، خلد مكتب فرع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بفجيج، الذكرى الثالثة والخمسين لاختطاف الشهيد المهدي بنبركة بمحاضرة حول موضوع “المهدي بنبركة في مواجهة الرجعية، الاستعمار والصهيونية” ألقاها الأستاذ محمد حرفي.

وافتتحت المحاضرة، التي احتضنها فضاء تنمية قدرات الطفولة والشباب بفجيج، يوم السبت 03 نونبر الجاري، بحضور عدد مهم من الاتحاديات والاتحاديين يتقدمهم أعضاء المكتب الإقليمي للشبيبة الاتحادية وأعضاء المكتب الإقليمي للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، وممثلي بعض الأحزاب السياسية بالمدينة، (افتتحت) بقراءة الفاتحة ترحما على شهداء الحركة الاتحادية تلتها كلمة ترحيبية لكاتب فرع الاتحاد الاشتراكي بفجيج عبد المجيد رابح، تضمنت نبذة عن المحاضر الأستاذ محمد حرفي: نشأته، مسيرته الدراسية، مساره العملي، الجمعوي، السياسي والنقابي.
في مستهل محاضرته، عبر الأستاذ محمد حرفي عن امتنانه لدعوة مكتب فرع الاتحاد الاشتراكي بفجيج واعتبر ذلك تكريما لشخصه، قبل أن يقدم سبب اختياره لموضوع «المهدي بنبركة في مواجهة الرجعية، الاستعمار والصهيونية»، حيث أبرز بأن هذا الثالوث (الرجعية، الاستعمار والصهيونية) «المرتبط المصالح الذي يخدم بعضه بعضا وقاسمه المشترك هو ترسيخ التخلف، هو الذي تحالف على اختطاف المهدي واغتياله».
وتحدث عن خطورة هذا الثالوث، ومواقف المهدي بنبركة منه بصفته كان على صلة مع مختلف فئات المجتمع ومشاكلها وما تعانيه من محن، مشيرا إلى أن الثالوث المذكور كلف المهدي ومؤسسي الحركة الاتحادية، جهدا مضنيا للتغلب عليه، «فإذا كان تأسيس الحركة الاتحادية قد شكل تهديدا لمصالح الفئات الرجعية، فإن هذا التهديد لم يكن أخف وطأة على الحركة الصهيونية وعلى الأوساط الاستعمارية» يقول الأستاذ حرفي، مبرزا بأن هذه الأخيرة اعتبرت المشاريع الصناعية والاقتصادية التي بدأت تنجز في حكومة عبد الله إبراهيم ووزير الاقتصاد عبد الرحيم بوعبيد «مهددة لمصالحها»، وبالنسبة للصهيونية يضيف المحاضر «فقد لمست ارتباط الحركة الاتحادية بالقضية الفلسطينية وتوجهها القومي، لهذا انبرى كل أساطين الاستعمار ودهاقنة الحركة الصهيونية بتحالف مع الرجعية المحلية للتآمر على حركة القوات الشعبية، وعلى أبرز قيادييها المهدي بنبركة، والذي أفضى إلى اختطافه واغتياله»…
وكشف أيضا بأن الجانب الميداني في مسيرة المهدي بنبركة «كان يقض مضاجع الأوساط الاستعمارية والامبريالية لأنها اعتبرته خطرا على مصالحها»، بحيث رأت فيه، منذ استرجاع المغرب لاستقلاله، «المهندس الكبير والمخطط للمشاريع الاجتماعية والاقتصادية الرامية إلى تقدم البلاد، وتخليصها من رواسب الاستعمار، وإلى مناعتها من التبعية والخضوع للاستعمار الجديد»، مؤكدا بأن «الذين عاصروا الفترة الأولى من استرجاع المغرب لحريته واستقلاله، مازالوا يتذكرون كيف كانت مبادرات المهدي في كل المجالات سواء في العمل الحزبي، أو النقابي أو الجمعوي».
وخلص المحاضر إلى أن قضية اغتيال المهدي قد كونت، رغم تقادمها، «إشكالية معقدة، حلها أصعب من خرط القتاد، لأن الضالعين فيها أطراف لاتزال سياساتها قائمة على الإجرام، وهي من لا تنفك عن متابعة وتصفية كل من تسول له نفسه مواصلة حمل مشعل الحرية في طريق النضال ضد الاستبداد والإمبريالية والاستعمار الجديد»…
وفي الأخير، دعا الأستاذ محمد حرفي إلى السير على درب المهدي بنبركة والاقتداء بفكره في تكوين الشباب سياسيا، ووجه رسالة إلى الشباب «لا تعالجوا مشاكلكم كما كنا نعالجها نحن خطأ»، كما وجه نداء إلى فصائل الحركة الاتحادية كي تنسى الماضي وتعمل بشعار «أن أكون جنديا في جيش قوي أفضل لي أن أكون ماريشالا في جيش مشتت» لأن «أفضل هدية تقدمها للقدماء، هي وحدة الحركة الاتحادية والتي سيستفيد منها المغرب أيضا» يقول ذات المحاضر…
واختتم اللقاء بتكريم الأستاذ محمد حرفي من قبل مكتب فرع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بفجيج، وتسليمه هدية رمزية بحضور قيدومي الاتحاد الاشتراكي بفجيج، وبوقفة بالشموع نظمتها الشبيبة الاتحادية بالإقليم أمام فضاء تنمية قدرات الطفولة والشباب، وفاء لقافلة الشهداء والرموز الاتحادية وأبناء حركة المهدي ورفاقه لما قدمه، الأحياء منهم والأموات، لحزبهم ولوطنهم.