تهتم الصحافة الإسبانية، خاصة تلك المتخصصة في القضايا الاستراتيجية، أو تلك التي تصدر في المدينتين المحتلتين، سبتة ومليلية، بالإجراءات التي تتخذها الدولة المغربية، تجاه آفة التهريب الذي توجهه الدولة الإسبانية من هاتين المدينتين، نحو المغرب، وتحاول تقديم قراءتها الخاصة لهذا الموضوع، في ضوء التطورات التي حصلت منذ القرار المغربي بتحويل نقل السلع بالجملة من ميناء مليلية إلى ميناء الناضور، بالإضافة إلى تحضيره لاتخاذ إجراءات ضد التهريب من سبتة.
ورغم أن الأمر يتعلق بقرار سيادي من طرف المغرب، إلا أن وسائل الإعلام الإسبانية تعمل على تصويره كما لو كان الأمر يتعلق بمواقف عدائية أو خرق لاتفاقات وهمية، تتخذها بلادنا، التي تحاول أن تحمي نفسها من تجارة غير قانونية، تشكل منافسة غير مشروعة للاقتصاد الوطني، وتشكل خسارة ضريبية، كما أن العديد من السلع المهربة تحمل مخاطر صحية على المستهلكين.
وفي التقارير التي نشرتها الصحافة الإسبانية، يمكن أن نقرأ محاولة تضخيم الخسارة التي يمكن أن تلحق بالمغرب، بسبب العدد الضخم من الذين يمتهنون مباشرة التهريب، أو الذين يتعيشون منه بشكل غير مباشر، في الوقت الذي تحاول فيه الاستهانة بالخسارة التي تلحق المدينتين المحتلتين، جراء توقف التهريب.
غير أن الحقيقة التي يعرفها الجميع، هي أن سبتة ومليلية، مدينتان لا مستقبل لهما دون هذه التجارة غير المشروعة.
وفي جميع الأحوال، فإن المغرب يسير في الاتجاه الصحيح، لأنه في حاجة إلى أن يحارب بشكل تدريجي تهريب السلع، رغم كل الآثار الجانبية التي يمكن أن تحدث، لسببين، أولهما أن اقتصاده ينبغي أن يسير نحو محاربة التهريب والقطاع غير المنظم، ثانيهما أن تحرير المدينتين المحتلتين يٓمُرّ عبر محاصرتهما اقتصادياً وتطوير مناطق الشمال.