عضوة المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية – ليلى باديلي

وأنا أتتبع عن قلق المشهد السياسي ببلادنا أود أن أتوجه بالحديث في بدايته إلى شباب وشابات وطني وأحييهم على إنخراطهم في انشغالات الشأن العام وما تواجدهم داخل كل أشكال النضال والاحتجاجات بالأمس واليوم إلا دليل على أن شبابنا لا يعرف عزوفا سياسيا بذاته وإنما هو نتاج تراكم فهو يبتعد عن تنظيمات المشهد لكنه يعي تفاصيله التي تختزن كما هائلا من عوامل الاحباط بطالة تغييب…انسداد الافق ضعف تجديد النخب وغيرها من عوامل التيئيس السياسي.

وأقول لكم بصدق ووضوح كما تربينا في المدرسة اﻹتحادية ،أن غموض تفاصيل اللعبة السياسية في وقت يتميز الشباب بالميل للوضوح والشفافية ،كما قال شهيدنا وشهيد الوطن عمر بن جلون “إن الشباب يرفض بطبعه الغموض والضبابية ” ،أن بلدنا عاش نكسة كبرى وتراجع خطير على مستوى الحقوق والحريات وخصوصا حرية الاعلام والصحافة واهتزازات غير مسبوقة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي نتجتها سياسة لاشعبوية امتدت لخمس سنوات عجاف وتلتها خمسة شهور ماسمي بالبلوكاج الحكومي والذي كان الهدف منها إقبار أحزاب وطنية ساهمت في الشأن العام وبتجارب وكفاءات عالية لايمكن ان ننسى فضلها في التسير وتنزيل أهل المشاريع التنموية ولولا الحكمة الملكية الرشيدة كان الامر سيؤدي بنا الى انهيار المؤسسات والعودة بنا الى عهد السيبة.

فصراحتنا ووضوحنا والقيم التي تربينا عليها كجيل شاب داخل حزب الاتحاد الاشتراكي تجعلنا اليوم أمام مسؤولية تاريخية في تحصين مسلسلنا الديموقراطي ومشروعنا المجتمعي ،والذي اخترناه منذ سنة 1975 والذي نرى الآن أننا مطالبين أكثر من ذي قبل أن نعطي الدرس من خلال مشاركتنا التي اعتبرناها توافقا بين برنامجنا الانتخابي مع البرنامج الحكومي و في الوقت ذاته أكدنا ان البيجيدي ليس حليفنا .

فاليوم لايسع الموقف التذكير بمآسي الشباب وتعدد مشاهد المعاناة الدراسة ،التكوين،الاندماج في سوق الشغل ،بناء مشروع الاسرة ….مشاكل متعددة يوازيها حضور قوي في الخطاب السياسي لكن لايتناسب مع حجم الاستجابة لتطلعاتنا لطالم حلمنا بوظائف شاغرة يتنافس حولها الجميع مع حفظ تكافؤ الفرص ،لطالما انتظرنا يوما أن نقف فيه للاحتجاج فلا تقمع وقفاتنا لطالما تمنينا لو يوما كانت الجامعات والمعاهد وحتى المستشفيات التي غيبنا للاسف فيهما الى جوار أسرنا فلا نكسر معيشها اليومي ونحن نحاول تسلق السلم الاجتماعي بالتحصيل والدراسة والكفاءة ،لطالما ولطالما حتى كدنا نقول هرمنا ونحن في عز شبابنا .

فاسمحو لي اذن ان أتخلص من كل الرسميات التي تعودنا على سماعها كلما تعلق الامر بالمحطات التي يتم فيها تقرير مصير بلدنا الممتد من طنجة الى الكويرة بأن نكون مهد للمقاومة والنضال من خلال هزم من يحاول إرجاع بلدنا إلى بلد غير مستقر .

فالرهان اليوم ليس الركوب على كل أشكال الاحتجاجات التي أطربت شعارتها مسامعنا بقدر ماهو إنقاذ وطننا من العصابة الظلامية والايادي الخفية التي تحاول دفع الوطن إلى المجهول، فمن منا لايتذكر قمع مسيرة تطالب بإلغاء التقاعد حيث استعملت فيها أبشع وسائل الترهيب وقبلها هشمت جماجم نساء ورجالات التعليم وأريقت دماء نخبنا التي تطالب بأبسط حقوقها المكفولة دستوريا وأيضا اتخدت قرارات قاسية من طرف حكومة بن كيران مست قوت جميع المغاربة وقوتهم الشرائية وكذلك بكاء السيد بن كيران بحرقة من أجل ولاية تانية للإجهاز على ماتبقى من حقوق راكمها المغرب لعقود .فحصيلة اليوم إحتقان وتوثر إجتماعي ورتثه هذه الحكومة عن سالفتها ويجب عليها أن تتعامل معه بشكل إيجابي وعقلاني بأن تتدارك تنزيل المشاريع التنموية حتى لانصل الى النفق المغلق .
ولهذا أريد كشابة اتحادية أن أستثمر هذه اللحظة السياسة بان اقول كفى من العبث بمصير وطن كما لا تفوتني الفرصة أن أذكر أننا داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أعطينا دائما النموذج ليكون الشباب في طليعة الممارسة السياسية خاصة عن طريق مدرسة الشبيبة الاتحادية ،وكنا أول من أدمج الشباب في التجربة الحكومية لحكومة التناوب .وإني لاحيي مجددا الشباب المغربي الغيور على وطنه عن حرصه الشديد من أجل تجسيد إلتزامه بحقوق وواجبات المواطنة .

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الخروج  اليوم عن المبادئ والقواعد والأعراف والتوافقات ترجمة لمنطق التغول : إلزامية عدم التراجع عن المكتسبات التي سبق إقرارها في النظام الداخلي

حتى  لا تتحول مجالس الحكامة الى آلية للتحكم

الكاتب الأول يحضر اللقاء التواصلي الأول لنقيب المحامين بالرباط

تقديم طلبات التسجيل الجديدة في اللوائح الانتخابية إلى غاية 31 دجنبر 2023