مرة أخرى، تؤكد التطورات الأخيرة في فلسطين أن الخلفية الرئيسية والاستراتيجية للاحتلال الصهيوني، هي الإدارة الأمريكية، التي بدونها ما كان لهذا الكيان أن يواصل ارتكاب مجازره، ويستمر في احتلال الأراضي الفلسطينية وسياسة الاستيطان، وغيرها من الممارسات التي تعتبر في قاموس القانون الإنساني الدولي، جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وإذا كان هذا الدعم اللامشروط، من طرف الإدارة الأمريكية، تحصيل حاصل، فإنه تحت رئاسة دونالد ترامب، اتخذ أشكالاًغير مسبوقة من التحدي والغطرسة، مثل قرار نقل سفارة واشنطن للقدس، وتبرير عمليات قتل الفلسطينيين العزل، والذي وصل خلال المظاهرات الأخيرة، إلى 59 قتيلا، ناهيك عن حوالي 2000 جريح.
السياسة المتبعة من طرف ترامب، تجاوزت كل ما هو متعارف عليه في الديبلوماسية، حيث أصبحت الإدارة الأمريكية تُمارس الترهيب على الدول، وهو ما حصل مؤخرا في الأمم المتحدة، حيث مورست ضغوط قوية على الدول الأوروبية التي كانت تساند فلسطين، إلى جانب التجمع العربي، وحسب تقارير من الصحافة الدولية، فإن عدداً من الدول الأوروبية رضخت لهذه الضغوط.
ويظهر من هذه التطورات أن القضية الفلسطينية تدخل اليوم منعطفاً خطيراً مشابها لما حدث في سنتي 1948، عند إعلان قيام دولة الاحتلال الصهيوني، و1967، عند احتلال باقي أجزاء فلسطين.
فالقضية الفلسطينية، تواجه حالياً، تحدياً تاريخيا آخر، في اتجاه تكريس احتلال القدس، وجعلها عاصمة أبدية لدولة الكيان الصهيوني، وهو ما يمثل تحولاً نوعيًا في خارطة الصراع، رغم أنه لحد الآن ليس هناك أي قرار دولي، على صعيد الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية واليونسكو، يساند احتلال إسرائيل لهذه المدينة، بل على العكس من ذلك، فإن كل هذه الهيئات الدولية، اتخذت قرارات وتوصيات ومواقف، ضد هذا الاحتلال.
لذلك، فالمعركة الحالية، ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، ليست هي معركة الشرعية القانونية، بل معركة القوة الغاشمة والضغط الاقتصادي والديبلوماسي، وهو ما تمارسه حاليا واشنطن، بكل صلف وغطرسة وقبح.

الكاتب : يونس مجاهد

 

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الخروج  اليوم عن المبادئ والقواعد والأعراف والتوافقات ترجمة لمنطق التغول : إلزامية عدم التراجع عن المكتسبات التي سبق إقرارها في النظام الداخلي

حتى  لا تتحول مجالس الحكامة الى آلية للتحكم

اليوم يفتتح ذ.إدريس لشكر المؤتمر الوطني لقطاع المحامين

الأغلبية تظهر «وحدة الواجهة ـ الفاصاد»، وواقع مكوناتها يؤكد ما قاله الاتحاد وكاتبه الأول..