ليست هذه هي المرة الأولى، التي يسقط فيها قتيل في الجامعة المغربية، من بين الطلبة، كما حصل في أكادير، حيث سبق أن سقط ضحايا آخرون، في مواجهات دامية بين الفصائل، خاصة المتناحرة إيديولوجياً، غير أنه يبدو من خلال الحادثة الأخيرة، أن الأمر يتعلق بمواجهات بين مجموعات تنتمي كل منها لمنطقة من المناطق المغربية، مما يوسع حالات النزاع، من الإيديولوجي إلى «الإثني».
لا يمكن لهذه الحادثة إلا أن تشكل ناقوس الخطر، ليس فقط لأنها استمرار لعمل العنف في الجامعة، بل لأن اتساع دائرة المواجهات تتجاوز الإيديولوجي، وقد تمتد إلى هويات أخرى، أي أن ظاهرة «الفصائل»، قد تمتد لتحتوي انتماءات متعددة، في فضاء من المفترض أَن يشكل النقيض التام والشامل، للتموقعات الأولية، التي تعتمد على الولاءات ذات الطابع الثقافي أو المجالي.
غير أن المثير في هذا الوضع، هو أَنَّه لحد الآن ليست هناك استراتيجية واضحة من طرف الحكومات المتعاقبة، لاعتماد سياسة عمومية، تهدف إلى تحويل الجامعة، إلى فضاء حقيقي وطلائعي، في الحوار والثقافة والإبداع والرياضة، وغيرها من الأنشطة التي ترتبط بالشباب وبالبحث العلمي والابتكار وتفتق المواهب.
لا يمكن معالجة ظواهر العنف الطلابي، بسياسة عقابية، رغم ضرورة تفعيل القانون واحترامه، لكن ما ينبغي السعي إليه هو تغيير الوضع بِرُمّته، أي الانتقال بالجامعة من وضعها الحالي، لتصبح مدرسة في التربية المواطنة، على مختلف المستويات السياسية والثقافية والفنية والرياضية، كما يحصل في الجامعات لدى البلدان المتقدمة، وهذا أمر لا يمكن أن يتم في ظل التعامل «الكلاسيكي» مع جامعاتنا، التي نتخوف من أن تواصل نزيفها، وأن تكون طلائعية في نشر ثقافة العنف «الطائفي».

الكاتب : يونس مجاهد

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الخروج  اليوم عن المبادئ والقواعد والأعراف والتوافقات ترجمة لمنطق التغول : إلزامية عدم التراجع عن المكتسبات التي سبق إقرارها في النظام الداخلي

حتى  لا تتحول مجالس الحكامة الى آلية للتحكم

اليوم يفتتح ذ.إدريس لشكر المؤتمر الوطني لقطاع المحامين

الأغلبية تظهر «وحدة الواجهة ـ الفاصاد»، وواقع مكوناتها يؤكد ما قاله الاتحاد وكاتبه الأول..