يونس مجاهد

رافق خبر فوز أنجيلا ميركل بولاية رابعة في ألمانيا، تعليقات كثيرة في الشبكات الاجتماعية، تقارن بين الموقف الذي تعبر عنه الديمقراطيات تجاه المرأة، وبين الثقافة التي مازالت تجترها الدول والفئات الرجعية في العالم العربي-الإسلامي، والتي مازالت تشكل المشترك، رغم الاختلافات بين البلدان، غير أن التراث الذي لم نتمكن من مناقشته، جماعياً وبكل شجاعة وجرأة، مازال قائما، ويتضمن نظرة تحقيرية للمرأة.
وتطرح هذه المسألة بقوة إشكالية المرجعية الثقافية، التي يستند عليها موروثنا الثقافي، الذي يحتاج إلى قراءة جديدة، على ضوء القواعد العلمية التي تستعمل في مراجعة النصوص والمسلمات، غير أن هذا لن يكون في المتناول، مادامت السيادة متواصلة لصالح ذهنية تحريم الاجتهاد في النظر إلى الموروث الديني.
وتتجلى هذه الثقافة أكثر في الموقف من المرأة، سواء في ما يسمى بالنصوص التراثية، أوفي الثقافة الشعبية، السائدة، حيث لا يمكن لأولئك الذين يحاولون تزيين هذا التراث، أن ينكروا أن ما يحمله من مفاهيم يجعل النساء أقل درجة من الرجال، فهن «ناقصات عقل ودين»، وشعرهن «عورة»، وضربهن قليلاً مباح… ورغم أن الواقع تجاوز هذه النظرة الدونية، في أغلب الدول العربية-الإسلامية، إلا أن المقاومة الشديدة مازالت قائمة تجاه المراجعة النقدية لهذا التراث بخرافاته وتناقضاته وأخطائه.
ويمكن القول إن أغلب الدول العربية-الإسلامية تعاني من هذه النظرة المتخلفة للمرأة، رغم اختلافها في التعامل معها في أرض الواقع، إِلا أن ما يجمعها هو عدم قدرتها على مساءلة النصوص، حيث مازالت هذه المضامين المتخلفة طاغية في المرجعية الثقافية، تحميها مؤسسات رسمية وغير رسمية، وترفع مكانتها إلى درجة التقديس الأعمى، وتنصب أمام العقل حاجزاً حديدياً غير مسموح لأحد أن يتخطاه.
لذلك لا يتعلق الأمر هنا بقضية المرأة، فقط، بل بكل الموروث الذي مازلنا نجتره، والذي مازلنا عاجزين على إخضاعه لميزان العقل والعلم، كما فعلت عدد من الشعوب الأخرى، فخرجت من الظلمات إلى النور.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الفدرالية الديمقراطية للشغل تحتفل بالعيد الأممي فاتح ماي بطعم الاحتجاج

 إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب: الحكومة تخلط بين الحوار والمقايضة ولا تميز بين الزيادة العامة في الأجور وإصلاح نظام التقاعد!

الكاتب الأول في المجلس الجهوي الموسع بجهة مراكش آسفي .. حصيلة الحكومة: تحقيق أرقام قياسية خطيرة في البطالة والهشاشة 

الكاتب الأول الأستاذ إدريس لشكر يترأس المجلس الجهوي الموسع بجهة مراكش -أسفي