من بين الأخبار التي مرّت، دون أن تنال حقها من التعليق والتأمل، البلاغ الذي أصدرته مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، بخصوص عقد اجتماع بين ما يسمى برئيس «الجمهورية الصحرواية»، إبراهيم غالي، ووزير في الكيان الصهيوني، أيوب القرا، حول قضية الصحراء المغربية، في العاصمة الإكواتورية.
واستنتجت مجموعة العمل، من هذا اللقاء، مجموعة من الخلاصات، مفادها أن إسرائيل تساوم بقضية الصحراء المغربية، من أجل الضغط للحصول على قرارات التطبيع والوقوف ضد حق الشعب الفلسطيني. وهذا أمر يبدو عادياً، من طرف كيان يسعى إلى استغلال كل التناقضات، داخل العالم العربي، لتكريس اغتصابه للأرض الفلسطينية.
غير أن لقاء غالي والوزير الصهيوني، يمكن اعتباره حدثاً متميزاً، لأن الدولة الجزائرية، حاولت دائما أن تظهر بمظهر المتشدد ضد إسرائيل ونصبت نفسها في صف ما كان يسمى بجبهة الرفض،غير أنها في هذه المرة دفعت صنيعتها، البوليزاريو، إلى تبليغ رسالة للكيان الصهيوني، للخروج من الكمون إلى العلن.
مغازلة إسرائيل والدول العظمى المساندة لها، كانت هي الرسالة التي حاولت الجزائر أن توصلها، عبر إبراهيم غالي، خصوصا بعد ما حققه المغرب في إفريقيا، ولدى هذه الدول العظمى، من تجاوب وتفهم لقضيته.
غير أن هذا اللقاء، كان مجرد خطوة للخروج من الكمون للعلن، بحكم الظرفية التي اشتد فيها الخناق على الدولة الجزائرية وصنيعتها، لأن المخطط المشترك الذي يجمع بين جنرالات الجزائر وكل القوى التي تعمل على خلق شروط التقسيم والتجزئة والتناحر والفُرقة، في المنطقة المغاربية، كجزء من العالم العربي، ازداد انكشافاً بعد كل التطورات السلبية والمآسي التي تحصل اليوم، في العراق وسوريا واليمن وليبيا…
قبل اللقاء الذي جمع بين رئيس جمهورية، لا وجود لها إلا في دعاية العسكر الجزائري، وأحد وزراء الكيان الصهيوني، هناك لقاءات ميدانية متواصلة، تتمثل في التحريض والتشجيع والتمويل، لخلق التناقض والشقاق بين النعرات القبلية والطائفية والعرقية واللغوية. والهدف واحد، هو إثارة الفتنة والتناحر والحروب الأهلية، وليست قضية الصحراء، سوى أحد تجليات هذا المخطط، والذي قد يمتد لمناطق مغاربية أخرى، تشرف عليه أجهزة قوى عظمى، بتواطؤ من دول خليجية وتركيا، والمخابرات الإسرائيلية، وتلعب فيه الدولة الجزائرية، دور المناولة في المنطقة المغاربية.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الكاتب الأول في المؤتمر الإقليمي الرابع للحزب بزاكورة:نحن في حاجة إلى أن نحافظ على وحدتنا، وبلادنا كما يشاهد الجميع قدمت دروسا لجيراننا

الفدرالية الديمقراطية للشغل تحتفل بالعيد الأممي فاتح ماي بطعم الاحتجاج

 إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب: الحكومة تخلط بين الحوار والمقايضة ولا تميز بين الزيادة العامة في الأجور وإصلاح نظام التقاعد!

الكاتب الأول في المجلس الجهوي الموسع بجهة مراكش آسفي .. حصيلة الحكومة: تحقيق أرقام قياسية خطيرة في البطالة والهشاشة