أسدل الستار على الندوة العربية الأولى من نوعها حول القضية الفلسطينية التي احتضنتها الرباط نهاية الأسبوع الماضي، وذلك بعد عدة ورشات فكرية ساهم فيها صحفيون ومثقفون عرب ومغاربة، بتأطير كل من النقابة الوطنية للصحافة المغربية وفدرالية ناشري الصحف ومنتدى فلسطين للإعلام والتواصل، كما تميزت بحضور رسمي للحكومة المغربية بمشاركة سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، وصدر عن اللقاء بيان ختامي دعا المراكز البحثية إلى تحمل مسؤوليتها للاشتغال العميق والعلمي، لمواجهة التضليل والتزييف، الذي يصدر عن الأوساط الصهيونية والمؤسسات المرتبطة بها، وتقوية الروابط والعلاقات بين الصحافيين ومؤسسات الإعلام، والمتخصصين ذوي الكفاءات في متابعة تطورات القضية الفلسطينية، سواء كانوا أكاديميين أو سياسيين أو حقوقيين أو كتاب، للتعرض بعمق لمختلف جوانب الصراع، وإلقاء الضوء على الأحداث الجارية، وتدريب الصحافيين، وخاصة الشباب، على المتابعة الدقيقة لمجريات وتطورات القضية الفلسطينية، من خلال ورشات تنظم في كل البلدان العربية، بمساهمة متخصصين وبتعاون بين مختلف المؤسسات الأكاديمية والإعلامية ومراكز التكوين والبحث ونقابات الصحافيين، كما دعا البيان إلى المقاومة القوية لكل أشكال الاختراقات، التي تحاول الأوساط الصهيونية القيام بها في البلدان العربية، والتي تركز على مجالات الصحافة والإعلام، لتبرير وجود الاحتلال والدفع نحو التطبيع، ومحو الذاكرة، والإجهاز التدريجي على فكرة مقاومة دولة الاحتلال، وفرض الأمر الواقع ومواجهة دعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني، التي تتجرأ بعض الأصوات على الجهر بها، منها من ينتمي لقطاعات الصحافة والإعلام، تحت يافطة المهنية وحرية التنقل، من أجل تبرير الاستجابة للزيارات الرسمية أو غير الرسمية، للكيان، والتي تتحول دائما إلى بروباغندا لصالح دولة الاحتلال، وتزيين صورته البشعة، ودعا إلى ضرورة تنظيم حملات إعلامية دولية واسعة لمناهضة التطبيع، كأداة معمول بها دوليا، تحت مسميات المقاطعة والحصار، من أجل مواجهة دولة الاحتلال ككيان استعماري استيطاني عنصري، والعمل على أن يعمم هذا الوصف والتعريف للاحتلال، الذي يتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان وكل القوانين الدولية ويرفض الانصياع لقرارات مجلس الأمن وغيرها من التوصيات الصادرة عن الأمم المتحدة، ويمارس أعتى أشكال القتل والاعتقال والتعذيب والتدمير و التنكيل، بشعب آخر، يغتصب أرضه ويهدد وجوده، بدعم من قوى إمبريالية معادية لحقوق الشعوب، وتطرق البيان إلى أهمية إيلاء الأهمية البالغة لمسألة اللغة والخطاب الإعلامي، وضمنه قضية المصطلحات، التي تستعمل في وصف وتغطية الصراع ضد الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن حق الإنسان الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، بكل كرامة وشرف، وبمختلف الوسائل، كحق من حقوق الشعوب في الدفاع عن أرضها وسيادتها، لطرد المحتل والاستقلال والتحرر، والحذر من تحوير الصراع ضد الاحتلال وكأنه صراع ديني، وليس صراعا ضد كيان صهيوني، خلفيته الإيديولوجية عنصرية واستعمارية وسياساته إجرامية وهمجية، وأوصى بالسعي إلى توفير دعامات إعلامية متخصصة في متابعة القضية الفلسطينية، في مختلف البلدان العربية، وتنظيم جائزة الصحافة للتفوق في الكتابة وتغطية تطورات هذه القضية، تشجيعا للصحافيين على تطوير كفاءاتهم ومهاراتهم في تقديم مواد وإنتاجات جيدة ومبدعة، حول تاريخ ومجريات الصراع ضد دولة الاحتلال الصهيوني، ودعا إلى اعتبار مشروع ميثاق مقاومة التطبيع الإعلامي، الذي تم تقديمه خلال الندوة، أرضية متينة للنقاش بين الجهات المنظمة، على أساس مواصلة الحوار بشأنه، في إطار متابعة تنفيذ التوصيات المتفق عليها.