عن جريدة الاتحاد الاشتراكي
إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، المغرب في صحرائه، والصحراءُ في مغربها. هكذا أكد جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي مساء أول أمس، بمناسبة الذكرى 42 للمسيرة الشعبية الخضراء، لاسترجاع أقاليمنا الصحراوية من يد الاستعمار الاسباني،الذي جثم على صدرها لعدة عقود.
جلالة الملك، أبرز المطالبة المستمرة بإنهاء الاحتلال، واستعادة السيادة على الصحراء.
وفي هذا السياق، ذكر بالخطاب التاريخي لجلالة المغفور له محمد الخامس، الذي ألقاه في الخامس والعشرين من فبراير سنة 1958 بمحاميد الغزلان، الواقعة بتخوم الجنوب الشرقي للمملكة على مرمى حجر من الصحراء: «إننا سنواصل العمل بكل ما في وسعنا، لاسترجاع صحرائنا، وكل ما هو ثابت لمملكتنا، بحكم التاريخ، ورغبات السكان، وهكذا نحافظ على الأمانة التي أخذنا أنفسنا بتأديتها كاملة غير ناقصة، ألا وهي ربط حاضرنا بماضينا، وتشييد صرح مستقبل مزدهر ينعم فيه جميع رعايانا بالسعادة والرفاهية والهناء». إنه الخطاب الذي ألقاه أمام ممثلي وشيوخ القبائل الصحراوية وهم يقدمون البيعة بين يديْ جلالته:
«نعلن رسميا وعلانية،أننا سنواصل العمل من أجل استرجاع صحرائنا، في إطار احترام حقوقنا التاريخية، وطبقا لإرادة سكانها…».
لقد ظل المطلب الوطني حاضرا باستمرار، من أجل إرجاع الصحراء إلى مغربها. فقد قاد مقاومون وطنيون النضال من أجل ذلك، وعرفت حواضر المنطقة انتفاضات ضد الاستعمار الاسباني. وعبأ جيش التحرير صفوفه مباشرة بعد إعلان استقلال المغرب، وخاض معارك من أجل دحر المحتل، وطرده، من هذه الأقاليم، ومن الجيوب التي كان يحتلها كسيدي إفني وطرفاية. وهو المطلب الذي عبرت عنه، وناضلت من أجله، الحركة الوطنية وأحزابها السياسية، واتخذت من استكمال التحرير قضيتها الرئيسية .وأثناء إعلان جلالة الملك الحسن الثاني عن تنظيم المسيرة الخضراء، انخرطت هذه القوى جميعها في التعبئة للمشاركة فيها وإنجاحها وفاء لهذا المطلب/العهد التاريخي .وهو ماعبر عنه جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي:
«وفاء لهذا العهد المقدس، واستنادا على هذه الشرعية التاريخية والسياسية، أبدع والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني، أكرم لله مثواه، المسيرة الخضراء، لاسترجاع أقاليمنا الجنوبية..».
ووفاء لهذا العهد، أشار جلالته، وهو يخاطب الشعب المغربي، إلى أنه منذ توليه العرش «عاهدت الله، وعاهدتك، على بذل كل الجهود، من أجل الدفاع عن وحدتنا الترابية، وتمكين أبناء الصحراء من ظروف العيش الحر الكريم.»
ووفاء لهذا العهد المقدس، حدد جلالة الملك، أربعة خطوط حمراء، لايجب تجاوزها من بينها :
– لا، لأي حل لقضية الصحراء، خارج سيادة المغرب الكاملة على صحرائه، ومبادرة الحكم الذاتي، التي يشهد المجتمع الدولي بجديتها ومصداقيتها.
– الرفض القاطع لأي تجاوز، أو محاولة للمس بالحقوق المشروعة للمغرب، وبمصالحه العليا، ولأي مقترحات متجاوزة، للانحراف بمسار التسوية عن المرجعيات المعتمدة، أو إقحام مواضيع أخرى، تتم معالجتها من طرف المؤسسات المختصة.
لذلك، فإن المغرب يؤكد من جديد، انطلاقا من الشرعية التاريخية، واعتبارا من أن النزاع في الصحراء هو نزاع افتعلته الجزائر بغرض الهيمنة الإقليمية، وإضعاف بلادنا، والمس بوحدتها الترابية: المغرب في صحرائه، والصحراءُ في مغربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الكاتب الأول إدريس لشكر: ضرورة نهضة حقيقية لمنظومة التربية والتكوين لتنزيل الإصلاحات وتفعيل القانون الإطار

عبد الرحيم شهيد : الحكومة الحالية ذات التوجه الليبرالي ليس لها نفس سياسي ديمقراطي

الكاتب الأول في المؤتمر الإقليمي الرابع للحزب بزاكورة:نحن في حاجة إلى أن نحافظ على وحدتنا، وبلادنا كما يشاهد الجميع قدمت دروسا لجيراننا

الفدرالية الديمقراطية للشغل تحتفل بالعيد الأممي فاتح ماي بطعم الاحتجاج