بدعوة من الأمانة العامة لاتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي، وباستضافة كريمة من الشبيبة الاتحادية، القطاع الشبابي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي، احتضنت مدينة الرباط، عاصمة المملكة المغربية، خلال الفترة الممتدة من 27 الى 30 مايو 2025 المؤتمر العام لاتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي “دورة فلسطين” بحضور ممثلين عن 20 منظمة شبابية وحزبية عضوة في الاتحاد والمنتمية لكل من المغرب، فلسطين، الأردن، تونس، سوريا، العراق، البحرين، موريتانيا، السودان، اليمن، الكويت، ليبيا، جيبوتي ومصر.
وقد عرفت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي ترأسها الكاتب الأول لحزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الأستاذ ادريس لشكر، نجاحا باهرا من حيث التغطية الإعلامية والمتابعة والحضور الشبابي و حضور عددا من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي المعتمد بالرباط، وخاصة سفراء دول فلسطين، العراق، لبنان، الأردن ، واليمن وكذا من حيث الكلمات العميقة التي القيت، والتي جاءت متكاملة في مضامينها التي تطرقت للسياقين الدولي والإقليمي الذي ينعقد فيه المؤتمر، والتحولات الجيوستراتيجية التي يشهدها العالم، وأوضاع العالم العربي، وتطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الموسوم باستمرار حرب الإبادة والتقتيل والتجويع ومحاولات التهجير من طرف دولة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، مدعوما بالصمت والتواطئ المريبين للمجتمع الدولي.
وقد تميزت الأشغال الداخلية للمؤتمر، بتعدد وتنوع الندوات والمحاضرات التي مازجت بين انشغالات واهتمامات الشباب وقضاياهم ومعاناتهم وآمالهم وطموحاتهم، والانشغالات العامة للدول العربية عامة، ولكل دولة على حدة، على مستوى الأمن والاستقرار والديمقراطية والحريات والوحدة الوطنية والترابية وقضايا المساواة والتنمية، والعدالة الاجتماعية والحرب على الإرهاب، ومواجهة محاولات التفتيت والانقسام والاختراق التي تمولها وتسلحها قوى إقليمية معادية لطموحات شعوب المنطقة العربية في الوحدة والاستقرار والأمن والسلم.
كما شمل برنامج المؤتمر العام زيارات جماعية لعدة أماكن ومؤسسات رسمية، كضريح محمد الخامس للترحم على روح الملكين الحسن الثاني ومحمد الخامس طيب الله ثراهما، وزيارة مقر البرلمان المغربي قصد الاطلاع على التجربة الديمقراطية والمؤسساتية المغربية في ضيافة الفريق الاشتراكي والمعارضة الاتحادية، وزيارة إلى سفارة دولة فلسطين تعبيرا من الشباب الاشتراكي الديمقراطي العربي عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني الجريح في محنته الراهنة ودعمهم للشرعية ولمؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية، كما كان للمشاركين زيارة لمدينتي الرباط وطنجة حيث تم استقبالهم بشكل رسمي من طرف عمدة مدينة طنجة، حيث تم إطلاعهم على النهضة العمرانية والبنيات والتجهيزات الأساسية التي يعرفها هذا القطب بشكل خاص والمملكة المغربية بشكل عام.
وبعد عدة مداولات ومناقشات شارك فيها المؤتمرون الشابات والشباب وكذا بعض قادة الأحزاب الذين رافقوا وفودهم الشبابية فقد خلص المؤتمر إلى ما يلي:
1- توجيه تحية إكبار وتقدير للشبيبة الاتحادية كجهة مستضيفة للمؤتمر ولحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وكاتبه الأول، الأستاذ ادريس لشكر، على حسن وكرم الضيافة، وجودة التنظيم.
2- توجيه جزيل الشكر والامتنان للأمانة العامة لاتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي، المنتهية ولايتها، على ما قامت به من عمل جبار طيلة تحملها للمسؤولية منذ انتخابها في المؤتمر التأسيسي سنة 2014 بمدينة الرباط، وما قامت به من أنشطة طيلة ولايتها، خصوصا المخيم الصيفي بجبل لبنان والدورة التكوينية حول مشاركة الشباب في الشأن السياسي بمدينة تطوان، والمؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب بمدينة السليمانية بالعراق، والمخيم الصيفي للشباب بمدينة مأدبة بالأردن والدورة الأولى لمجلس الاتحاد بمدينة الرباط، وتحملها عناء التحضير الجيد للمؤتمر العام وحسن تدبير أشغاله إلى أن تكلل بالنجاح.
3- الاعتزاز الكبير بجعل فلسطين الحبيبة عنوانا وشعارا للمؤتمر لما لذلك من معاني التضامن الدائم والدعم اللامشروط لكفاح الشعب الفلسطيني البطل.
4- التأكيد على أن الشباب يجب أن يكون محور وجوهر كل السياسات العمومية بمختلف الدول العربية، على مستوى حقوقه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية، وعلى مستوى الإدماج الاقتصادي والاجتماعي، باعتباره خزانا زاخرا من الموارد البشرية التي ستتحمل مسؤولية النهوض بأوطانها وقيادتها نحو الأفضل في المستقبل.
5- التأكيد على أن اتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي هو منظمة سياسية تعمل طبقا للدساتير وحسب المقتضيات القانونية التي تؤطر العمل السياسي الخاصة بكل بلد، واعتبار الاتحاد جزءا ومكونا من المكونات الأساسية للتحالف الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي يشاركه في الرؤى والتوجهات السياسية ويتبنى خياراته ومبادئه ويساهم في تحركاته وفعالياته التي ينظمها في إطار التنسيق والتكامل واستقلال تام في التسيير والتدبير.
6- الإدانة الشديدة للكيان الصهيوني اليميني الفاشي الذي مازال متماديا في حرب إبادته وتجويعه وحصاره وتقتيله للشعب الفلسطيني في محاولة يائسة لتهجيره عن أرضه ووطنه، والتأكيد على الدعم المطلق والثابت والدائم مع الشعب الفلسطيني البطل وحقه المشروع في الاستقلال والحرية والأمن والاستقرار وبناء دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما نصت على ذلك مختلف مقررات المجتمع الدولي والعربي.
7- مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته الأخلاقية والسياسية والإنسانية لوقف هذه الحرب القذرة، الظالمة وغير المتكافئة، عبر فرض وقف فوري للحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية، وتوفير شروط إعادة الإعمار، ووقف مخطط التهجير المعلن، في أفق استئناف العملية السياسية.
8- التأكيد على ضرورة حماية استقلالية وسيادية القرار الوطني الفلسطيني، مع إدانة كل التدخلات السافرة، والأجندات المعلنة وغير المعلنة لبعض القوى الإقليمية والدولية التي تعبث بالقضية الفلسطينية النبيلة خدمة لمطامعها الخاصة.
9- تشبث الشباب الاشتراكي الديمقراطي العربي بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني بناء على الاختيارات الوطنية الفلسطينية، والقرارات العربية والدولية ذات الصلة، واعتبارها البيت السياسي والنضالي الوطني الكبير لتحقيق الوحدة والمصالحة الفلسطينية ميدانيا ونضاليا ومؤسساتيا كشرط إجباري لخوض معركة التحرير وبلوغ هدف قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
10- التأكيد المبدئي والراسخ على إلزامية احترام الوحدة الترابية والوطنية لمختلف الدول العربية كشرط لا محيد عنه لكل عمل مشترك أو تنسيق أو تعاون ثنائي أو إقليمي، مع التنديد بكل محاولات بث التفرقة أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتغذية نزعات الانفصال وتفتيت الوحدة الترابية للدول.
11- يدعو المؤتمر الحاكمين والمسؤولين ببعض دول المنطقة العربية إلى الالتزام بالدساتير والأنظمة والقوانين المحلية وعدم التمييز وخلق التفرقة بين أبناء البلد الواحد وتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية والتعايش السلمي بين جميع أطياف المجتمع ومختلف القوميات التي تزخر بها منطقتنا العربية (كرد، تركمان، أشوريين، عرب، بربر….) وما تتميز به هذه القوميات من تنوع ثقافي ولغوي وديني وما تلعبه من دور في تشكيل الهوية الوطنية في المنطقة ويدعو لحل المشاكل الداخلية في بعض الدول بالحوار وبطرق سلمية وبإشراك جميع أطياف المجتمع.
12- التأكيد على أن الشباب العربي الاشتراكي الديمقراطي سيظل يقظا ومعبأ للدفاع عن وحدة أوطانه واستقلالها وأمنها واستقرارها ونهضتها من جهة، ومجند نضاليا وسياسيا للدفاع عن حقوقه المشروعة في العيش في بيئة ديمقراطية تضمن له المشاركة في القرار، وتمكنه من تحقيق أهدافه في التعليم النافع، والتطبيب الجيد، والشغل اللائق والسكن المحترم، من جهة اخرى.
13- التنصيص على أن قضايا الحرية وحقوق الإنسان والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين وتكافؤ الفرص والبناء الديمقراطي على أسس وبطرق سلمية، وعبر مسلسلات انتخابية حرة ونزيهة ستظل في صلب انشغالات وفعالات واهتمامات الشباب العربي الاشتراكي الديمقراطي العربي.
14- مناشدة الشباب العربي الاشتراكي الديمقراطي للإخوة الأشقاء الذين يحملون السلاح في وجه بعضهم في بعض الدول العربية إلى وقف الاقتتال وحقن دماء بعضهم، حماية للأرواح، وتحصينا لأوطانهم وشعوبهم من التفرقة والتشتت والأحقاد، والعودة إلى ما يجمعهم لا ما يفرقهم، وفض نزاعاتهم بالمفاوضة السياسية وبالعملية الديمقراطية المتعارف عليها كونيا.
15- إدانة الشباب العربي الاشتراكي الديمقراطي لكل القوى، سواء أكانت إقليمية أو دولية التي تغذي الاقتتال والتطاحن والتفرقة بين أبناء القطر الواحد، وتمول وتسلح الميليشيات المسلحة الإرهابية المهددة لوحدة واستقرار وأمن بعض الدول العربية.
16- يشيد المؤتمر بالاتفاق بين رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا وقائد قوات سوريا الديمقراطية ويعتبره خطوة هامة في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ودعم نضال كافة المكونات من أجل ضمان حقوقهم والمشاركة في العملية السياسية لبناء سوريا ديمقراطية لكافة السوريين.
17- يؤكد المؤتمر على دعمه المطلق واللامشروط للشعب السوداني في محنته ويحث المجتمع الدولي على المساعدة في وقف نزيف الدم ووقف الانتهاكات وإيقاف التهجير القسري للمدنيين والإسراع بتقديم المساعدات لهم في ظل خطر المجاعة الذي يهدد شعبا بأكمله.
18- دعم المؤتمر لرؤية اتحاد الشباب الاشتراكي اليمني من أجل بناء السلام الدائم والمستدام وحل المليشيات وإنهاء الانقلاب واستعادة المؤسسات الشرعية والقانونية على طريق بناء الدولة الوطنية اليمنية الحديثة الاتحادية ودعم الحلول السلمية وفقا للمرجعيات الوطنية التوافقية.
19- يعتبر المؤتمر أن اتفاق الصخيرات الذي وقع سنة 2015 بين مختلف أطراف النزاع في ليبيا بإشراف من المبعوث الأممي إلى ليبيا حينها مارتن كوبلر مازال يشكل أرضية صلبة ومرجعا مهما مرنا لدعم الحل السياسي وإنهاء الحرب في هذا البلد، وأن يكون الحل ليبيًا محضا بعيدا عن كل الحسابات التكتيكية بين المحاور والقوى الإقليمية والدولية المتصارعة.
—————————–
حرر بالرباط
في 30مايو 2025م
تعليقات الزوار ( 0 )