بقلم عبد السلام المساوي

إنها عقدة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التي ترقد تاريخيا في الحاقدين والناقمين …ترقد حينا وتستيقظ عند كل مبادرة جريئة لحزب الوردة وكل نجاح للاتحاد الاشتراكي، كما هو الحال اليوم مع نجاح المجلس الوطني الذي يعتبر مقدمة كبرى لنجاح المؤتمر الوطني الحادي عشر ؛  أزعجتهم نتائج أشغال المجلس الوطني، كذبت تنبؤاتهم وأحبطت رغباتهم، فراحوا، درءا للإحباط ، ينشرون التفاهات ويذيعون نداءات مشبوهة لمجموعات وهمية….
الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي الأستاذ إدريس لشكر له من الشرعيات : النضالية والديموقراطية، له من الأخلاق الاتحادية، له من المروءة والشجاعة ، له من الأنفة والكبرياء ما يؤهله ليحمي حزب الاتحاد الاشتراكي من الدخلاء والتافهين، من الانتهازيين والمتهافتين ….
إدريس لشكر ليس كباقي زعماء الأحزاب الأخرى، وما ينبغي له أن يكون، إنه قائد اتحادي ولا يقبل الانحناء، لا يقبل الابتزاز، لا يقبل من يتوهم أن الاتحاد الاشتراكي سهل ابتلاعه  ….إدريس لشكر يؤمن « أن قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي ليست نزهة «…
الاتحاديات والاتحاديون الأصليون المتأصلون يثقون في قائدهم…. الاتحاديات والاتحاديون الصادقون المخلصون، الغيورون على حزبهم وعلى وطنهم، يحترمون ويقدرون الكاتب الأول وأعضاء وعضوات المكتب السياسي النزيهين والنزيهات، الذين أبانوا عن مستواهم – هن القيادي المسؤول والناجع….الاتحاديات والاتحاديون لا يعترفون بمحترفي التشويش والإساءة للحزب ….
الاتحاد الاشتراكي يشق طريقه بنبل الاتحاديات والاتحاديين ولا يحتاج إلى تزكية الحاقدين والحاقدات ….
إن الرهان اليوم واضح للغاية، غير قادر على مداراة نفسه ؛ هذا الحزب محتاج لكل الاتحاديات والاتحاديين ؛ محتاج للقادرين على الدفاع عنه ، المستعدين لبنائه والصعود به، المفتخرين بالانتساب إليه، المصارحين بحقائقه كلها، صعبها وسهلها، حلوها ومرها، لكن المنتمين له لا إلى جهة أخرى.
والأفضل « للانتهازيين والانتهازيات « محترفي – ات التدمير وزارعي – ات  الريح « البحث عن بضاعة أخرى تكسب ربحا وريعا، لا أن يلقوا علينا « نداء « خبيثا وحاقدا يشغلنا عن التحضير لمؤتمرنا الحادي عشر…
إن الاتحاديات والاتحاديين عازمون اليوم، أكثر من أي وقت مضى ، الوقوف في وجه الشاردين الذين لا يهمهم هذا الحزب ، كل ما يهمهم إشباع طموحاتهم الذاتية وأحقادهم الدنيئة …
لقد أثبت التاريخ فشل كل المحاولات « أشخاص ومجموعات « التي أرادت أن « تقتل « الاتحاد الاشتراكي و التي تخصصت في ( النضال ) من أجل إعلان ( نهاية الاتحاد الاشتراكي ) … و تجاهلت، عن سبق إصرار وترصد، الخصم والعدو الحقيقي للديموقراطية والحداثة ….
أنهم  متضخمو – متضخمات الزعامات على الفراغ …وبنرجسية مرضية يتوهمون امتلاك الحقيقة  …وأنهم يبنون إمبراطوريات النضال الوهمية في دواخل استيهاماتهم ..لا هو متمكنون من أدوات تطبيق شعارات يرددونها وتنزيلها على أرض الواقع، ولاهم ممتلكون ناصية الحديث مع الاتحاديات والاتحاديين الذي يتحدثون باسمهم في التدوينات و» النداءات « رغم أن هؤلاء الاتحاديين والاتحاديات لا يعرفونهم !!!
مرت تحت الجسور سيول، ولم يعد وفيا للفكرة الاتحادية إلا الاتحاديات والاتحاديين الصادقين الأوفياء الذين ظلوا على الإيمان المبدئي الأول المبني على الانتماء للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والمتمثلون لهذا المبدأ فعلا لا قولا وشعارا فقط …
غياب النضج عند تلاميذ « المدرسة الأشعرية «، خلاصة أليمة تتأكد مع توالي الأيام وتكشفها بجلاء طريقة تعاطي هذه الفئة التافهة المتهافتة مع الحزب  …لقد جعلنا هذا الوباء الطبيعي نكتشف ببساطة أننا نواجه الوباء الحزبي أيضا…
هذه الفئة الشاردة والسارقة للانتماء التي تمنح لنفسها التدخل والدلو بدلوها في الحزب وفي مؤسسة الكاتب الأول، وهي تشرعن لهذه التدخلات من منطق الانتماء إلى « مجموعة « « المدرسة الأشعرية « ، تكشف عن قصر نظر غير مسبوقة، بل إنها تكشف عن « هوس « غريب في التأليب والتحريض .
أشباح تهفو إلى أن يتحول حزب الاتحاد الاشتراكي، الذي يدبر أوضاعه ومشاكله، مهما كانت درجتها وحدتها، وهو يضع نصب الأعين، الاستقرار والتفرغ للتفكير في المؤتمر الوطني الحادي عشر، ( يتحول )  إلى بؤرة نار تلتهم كل شيء .
السقوط الذي يريده هؤلاء الشاردون، العاجزون عن كشف خبائثهم-هن، سيكون سقوطا نهائيا للأقنعة التي يرتادونها، سقوطا لأحلام وخيالات تراودهم في أن يتحول الحزب إلى حفرة عميقة تبتلع تاريخا عمر طويلا… ببساطة شديدة لأنه تأسس على ركيزة الاختيار المبدئي الصادق.
هاته الأشباح، ولتعنتها وقصر نظرها وغياب حصافة فكرية لديها، ولكونها سجينة المراهقة السياسية والانتهازية الطفولية، وسجينة الأمراض والعقد النفسية، وسجينة الذاتوية القاتلة،  تتناسى أن ميزة وتميز الاتحاد الاشتراكي في لحمته، لحمة هي صمام الأمان، التي تنغص قلوب هذه الفئة تحديدا وقلوب السائرين على هواها والدائرين في فلكها . ونجاح المجلس الوطني رسالة صادمة لكل الفاشلين …
الاتحاديون والاتحاديات لن يقبلوا بأن يقدموا حزبهم حطبا لنار المنافقين والانتهازيين، الفاشلين سياسيا واجتماعيا .
ولكل النافخين في الكير، البرد والسلام على هذا الحزب، وعلى مناضليه ومناضلاته …
التاريخ سجل ويسجل …نشهد ويشهد …الاتحاديون والاتحاديات كانوا ، وما زالوا ، صادقين مخلصين …لم يتاجروا بالحزب  ولم يحترفوا الخيانة والتأمر….
ضحايا الوهم استنزفتهم المؤامرات الخبيثة والمناورات الهدامة فحصدوا التلف …» مستقبل «  ينبئ بنهاية الريع وحاضر عنوانه المهزلة والتفاهة …
إن الاتحاد الاشتراكي الذي صمد في وجه الأعاصير وناضل لمدة تفوق نصف قرن في المعارضة ولم تستطع آلة القمع والتدمير القضاء عليه، لا تستطيع مكبوتات وهلوسات أشخاص انتهازيين النيل من قوته وعرقلة مساره….
إن حزبا صنعته النضالات العسيرة والتضحيات الجسام عصي على الرضوخ لعدوانية وانتهازية المنافقين والمنافقات، النمامين والنمامات، الفاشلين والفاشلات، المخدوعين والمخدوعات  ….
الاتحاديات والاتحاديون سعداء بحزبهم وبتدبير حزبهم لهاته المرحلة المفصلية  . هذا هو أهم ما في الموضوع كله . والاتحاديات والاتحاديون أسعد وسط هاته اللحظة التاريخية باللحمة التي اكتشفوا أنها لا زالت تسكن المسام منهم، وبالروح الاتحادية التي آمنوا أنها كانت فقط معلوة ببعض الغبار ، يكفي أن تمسحها بعناية وعقلانية لكي تعود المعادن الأصيلة إلى لمعانها العريق .
هذا هو درسنا الأهم اليوم البقية شرود…
لا نستطيع أن نعدكم بأن الاتحاد الاشتراكي سيتوقف عن تقديم الدروس وعن إطلاق الصفعات النضالية نحو أولئك الذين يتخيلون كل مرة واهمين أنهم أكبر من هذا الحزب  ومن هؤلاء الاتحاديين والاتحاديات الأصيلين والصادقين .
والاتحاديات والاتحاديون يسجلون بقاء حزبهم كبيرا في استحقاقات  8 شتنبر و 5 أكتوبر ، اكتشفنا محترفي الكآبة الذين كنا نعرف قبل هذا الوقت بكثير أنهم لا يحلمون لنا إلا بالجنازة التي سيشبعون فيها لطما، وها نحن نتأكد من الأمر مجددا .
أولئك الذين يستسرعون « موت « الاتحاد الاشتراكي ليرقصوا فرحا ويرددوا « لقد أدينا المهمة بنجاح «….
أولئك الذين يجدون المواقع البئيسة لكي ينشغلوا ب « تدمير « الاتحاد الاشتراكي ، أولئك الذين يصبون أحقادهم وعداءاتهم على الاتحاد الاشتراكي ويجرونه إلى الجدالات الغبية والحسابات السياسوية البليدة التي تمليها قوى التغول المحافظ .
أولئك الذين يغتاضون ويغضبون حين يرون أن الاتحاد الاشتراكي يسير أموره بطريقة حكيمة تستحق الاحترام والتقدير…
إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي نشأ وترعرع في حمأة النضال من أجل ترسيخ الديموقراطية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ونهج سبل التنمية الشاملة، وتعزيز دولة الحق والقانون والمؤسسات، ليجدد التأكيد على الإرادة القوية التي تحذوه لتقوية جذور التواصل وتعزيز ديناميات التفاعل مع القوى الشعبية الحية بالبلاد، التي يجمعها وإياه ميثاق التلاحم المتين والنضال المستميت، في سبيل الارتقاء بالبلاد إلى أسمى درجات النهوض والتقدم، في شروط الأمن والاستقرار والازدهار .
إنها مسؤولية جسيمة، ومهمة نبيلة، تسائلان بقوة كافة الاتحاديات والاتحاديين للنهوض بهما؛ من أجل كسب رهان التقدم والحداثة ، وتوفير حظوظ مستقبل زاهر للأجيال الصاعدة …
إن واجب الوفاء والامتثال للمبادئ السامية والقيم النبيلة التي أسست لميلاد « الاتحاد الوطني / الاتحاد الاشتراكي « ، وأطرت مساره السياسي ، ورسخت خطه النضالي في مختلف المراحل والمحطات ؛ أن يعود الاتحاديون والاتحاديات إلى الاعتصام بحبل التآلف والالتحام، على قاعدة نفس المبادئ والقيم التي جعلت من حزبهم أنموذجا فذا في الوفاء والالتزام بقضايا الشعب والبلاد، مهما كلفه من تضحيات ونكران الذات.
الاتحاديات والاتحاديون يناضلون من أجل انتصار الاتحاد الاشتراكي ، إلا التافهون والتافهات وأصحاب الزعامات الوهمية يشتغلون بقذارة وانتهازية لأهداف تافهة ورخيصة …إدريس لشكر عرى وفضح كل الذين يفتقدون إلى مبدأ الانتماء، الانتماء إلى الوطن …الانتماء إلى الاتحاد الاشتراكي …سقط القناع عن القناع مرة ومرات ….
يلزمنا حديث آخر مباشر وصادق واضح مع الاتحاديات والاتحاديين بدل التدوينات التافهة والنداءات  المشبوهة، التي لا تظهر لوجه الله ولوجه الحزب، والتي لا تخدم إلا المصالح الخاصة ….
تجار البيانات المشبوهة والتوجهات المراحيضية يستبلدون الاتحاديين والاتحاديات، يكذبون عليهم ويعتبرونهم بدون وعي ولا ذاكرة ؛ يشوهون الحقائق ويؤولون تألق الاتحاد للاشتراكي تأويلا سيئا، تأويلا قذرا، إنها عقدة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التي ترقد في شعور ولا شعور هؤلاء المنافقين والمنافقات…
الاتحاد الاشتراكي لن تزعجه ألاعيب الصبيان وتدوينات التافهين، الاتحاد الاشتراكي لن تشغله سفاسف الأشباح …إنه منشغل بعظائم الأمور …انه صاحب قضية …انه منشغل بمعارضة الثلاثي المتغول ( المحافظون الجدد ) ، ومنشغل بالتحضير للمؤتمر الوطني الحادي عشر…..
ليعلم أصحاب الزعامات الوهمية أن النضال قناعة ومكابدة، وهو خط متواصل في التفكير والعطاء وليس سوقا انتقائية نختار منها ما يلائمنا وقت تضخم الأنا فقط ، في هذه الحالة يصبح النضال استنجادا بشعار « الديموقراطية « لتبرير انتهازية ذاتوية مفضوحة..
إن الانتهازيين، والذين يجدون من بيننا للأسف الشديد من يلعبون بهم لعبة المزايدة السياسية الرخيصة وجه لوباء آخر أخطر بكثير من كورونا يتهددنا منذ القديم …
لحسن الحظ – إذا جاز استعمال عبارة حسن الحظ هنا – إن هذا الوباء الخطير أرعب الناس فعلا . لذلك انتبه الاتحاديون والاتحاديات هاته المرة إلى خطورة ما يقوله هؤلاء المنافقون . ولذلك فهم الناس هذه المرة أن هؤلاء يدافعون عن نزواتهم ولا يدافعون عن الحزب ولا يدافعون عن الوطن، لأنهم يعلمون أن الناس إذا ما استيقظت وتعلمت واستوعبت حقيقة ما سيقع فلن تعطيهم أذنا واحدة …

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

انتخاب الاخ سعيد بعزيز رئيسا للجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان

انعقاد المؤتمر الثامن لإقليم الرباط

خلال التجمع الجماهيري لدعم الاخ محمد ياسر الجوهر بفاس: إجماع المتدخلين على فشل الأداء الحكومي

النائبة مجيدة شهيد تسائل الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية حول خلفيات وقف الدعم المالي المباشر عن بعض الأسر القاطنة بإقليم زاكورة.