استقطب الحفل التأبيني لعبد الله السعيدي الرئيس السابق للاتحاد الوطني للمهندسين المغاربة، كل ألوان الطيف السياسي  والنقابي والهيئات التنظيمية للهندسة المغربية  والجمعيات الحقوقية، وهذا ليس بغريب ولا عزيز على شخصية قوية  استطاعت قيد حياتها أن تجمع كل المشارب السياسية وتوحدها على كلمة واحدة  في إطار النضال والصمود الذي خاضه الاتحاد الوطني للمهندسين المغاربة،  من أجل الدفاع عن تنظيم مهنة الهندسة وحمايتها خدمة للتنمية الشاملة للبلاد.

لقد خيمت على هذا الحفل التأبيني الذي نُظم من طرف أصدقاء الفقيد وعائلته، مسحة  من الحزن والأسى العميقين  في صفوف كل الحاضرين، نظرا لفداحة الرزء وحجم الفقدان والخسارة  لرجل مناضل فذ، من طينة عبدالله السعيدي الذي نذر حياته للدفاع عن الحرية والكرامة والديمقراطية وبناء أركان هذا الوطن.
وحضر هذا الحفل التأبيني، وفذ وازن للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يترأسه الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر الذي كان مرفوقا بأعضاء من المكتب السياسي، يونس مجاهد، محمد الدرويش، والسعدية بنسهلي، وباعلي الصغير، منسق قطاع المهندسين الاتحاديين.

وأكد  مراد الغزالي عن لجنة منظمي الحفل التأبيني، أن تنظيم هذا الحفل تعبير عن عظيم العرفان والوفاء وجميل الامتنان للرئيس المناضل عبد الله السعيدي، هذا الهرم الشامخ الذي تشبّع بقيم هذا الوطن ودافع عنها حتى آخر رمق في حياته.

وذكر الغزالي في هذا الحفل الذي أدارت فقراته بكل اقتدار جميلة السيوري عضوة المجلس الوطني لحقوق الإنسان وصديقة المرحوم، ذكّر، بأن الرئيس المناضل كان قيد حياته بفضل طيبوبته ووده وابتسامته المعهودة التي لا تفارق محياه يصل الأعداء قبل الأصدقاء، وعرف كيف يجمع مابين كل المتناقضين والمختلفين ويوفق فيما بينهم أثناء رئاسته  للاتحاد الوطني للمهندسين المغاربة، مشيرا على أن الفقيد كان خزانا لا ينضب، أستطاع أن يدبر الاختلاف بحكمة وتبصر،  ويجعل منه قوة  لتوحيد كلمة التنظيمات المختلفة للهندسة بالمغرب ويمثلها أحسن تمثيل في المحافل الوطنية والدولية.

ومن جهته، اعتبر عبد السلام الصديقي وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية الذي ألقى كلمة بنفس المناسبة نيابة عن رئيس الحكومة الذي يقوم بهمة خارج الوطن،  أن الفقيد مدرسة في النضال والصمود لم يفقده القطاع الهندسي فقط بل فقده الشعب المغربي قاطبة اعتبارا لما قدمه لبلاده من خدمات إبان حياته ومساره المهني.

وشدد الصديقي، على أن المغرب الذي أنجب رجالا مثل عبد الله السعيد، الذي سيبقى حيا في أذهان كل أفراد الشعب المغربي،  لا خوف على مستقبله، باعتبار مثل هؤلاء الرجال الأفداد الذين يقدمون بفعل  نضالهم وصمودهم ومسارهم المهني، نموذجا يحتدى به للجيل القادم في خدمة الوطن وبنائه على قواعد سليمة.
وما ميز هذا الحفل التأبيني، الكلمة التي ألقاها باعلي الصغير منسق قطاع المهندسين لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، التي ذكّر فيها بمناقب الفقيد كرجل ملتزم بقضايا شعبه، و كإطار وطني في الهندسة عرف كيف يخدم بلاده على المستوى التنموي بواسطة إشرافه على عدد من المشاريع في القطاع الغابوي بمختلف مناطق المغرب.

كما تحدث باعلي على الرئيس المناضل الاتحادي المنتسب لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي جاء التحاقه بحزب القوات الشعبية في إطار فكرة تجميع الأسرة الاشتراكية التي كان يؤمن بها الفقيد قيد حياته، مشيدا بمسيرته النضالية في إطار رئاسته للاتحاد الوطني للمهندسين المغاربة كسفير محنك كان يقوم بدور محوري في المنتديات الدولية التي تُعنى بقطاع الهندسة.

ودعا باعلي بهذه المناسبة التي حضرها عدد كبير من المهندسين والمهندسات المنتمين لعدد من القطاعات الوزارية والقطاع الخاص، لإعادة الاعتبار لهذه الشخصية الوطنية التي لم تنصفها الإدارة المغربية في حياتها، مشددا أن خير إنصاف لأصدقائه ورفاقه، لعبدالله السعيدي، هو إعادة الاعتبار للاتحاد الوطني للمهندسين المغاربة لأن هناك نوع من الخطأ في التقدير، مبرزا أن المهندسين الاتحاديين مستعدون للعمل سويا كما عهدوا من أجل إعادة الاعتبار للفقيد للإطار الذي ترأسه ودافع فيه عن شرف مهنة الهندسة وعمل بجد وتفان على تنظيم المهنة.

كما كان ملفتا للنظر ومؤثرا في نفس الوقت، الكلمة التي ألقاها الهيلالي الرئيس السابق لهيئة المهندسين المعماريين وأحد أصدقاء عبد الله السعيدي، إذ غالبته الدموع لأكثر من مرة ومنعته من  الاسترسال في تعداد مناقب الفقيد وأخلاقه وخصاله، ودفعته للوقوف بين الفينة والأخرى لاستجماع كل قواه والتحكم في عواطفه الرقيقة، اتجاه ذكريات قضاها مع الفقيد في المسيرة النضالية سواء في الداخل أو الخارج أو إبان المفاوضات الحكومية حول الملفات المطلبية لأسرة الهندسة.

كما عرف هذا الحفل التأبيني عرض شريط عن المسار المهني والنضالي للفقيد، تخللته شهادات مؤثرة لأصدقاء كثر للفقيد في النضال، ومساره المهني الهندسي منذ نضاله في القطاع التلاميذي ومرورا  بنضاله الطلابي في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ثم نضاله في إطار منظمة 23 مارس ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي والحزب الاشتراكي الديمقراطي ثم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الكاتب الأول الأستاذ إدريس لشكر يترأس المجلس الجهوي الموسع بجهة مراكش -أسفي

انتخاب الاخ سعيد بعزيز رئيسا للجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان

انعقاد المؤتمر الثامن لإقليم الرباط

خلال التجمع الجماهيري لدعم الاخ محمد ياسر الجوهر بفاس: إجماع المتدخلين على فشل الأداء الحكومي