يتابع بقلق بالغ تزايد حدة التوتر والصراع، وتعقد قواعد الاشتباك في منطقة الساحل وجنوب الصحراء بما يهدد الاستقرار في العالم
يثير الانتباه إلى ما يستوجبه الوضع، آنا واستقبالا، من خطوات استباقية جديدة في حال استمرار الحجر الصحي المشدد

عقد المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مساء يوم الاثنين 22 أبريل 2021، اجتماعا بواسطة التناظرعن بعد، برئاسة الكاتب الأول الأستاذ إدريس لشكر، تناول فيه مستجدات الوضع الوطني، والإقليمي والدولي، كما تدارس فيه مستجدات الوضع الداخلي والاستحقاقات التنظيمية والسياسية والاجتماعية التي تطبع المرحلة الآنية في بلادنا.
وبعد نقاش مستفيض لكافة نقط جدول الأعمال، وتبادل وجهات النظر وتوحيد التحليل والمواقف، وإذ يسجل اعتزازه العالي للاستماتة الوطنية الجماعية في حماية مكتسباتنا، ديبلوماسيا وسياسيا ومؤسساتيا، على كل جبهات الدفاع عن الوحدة الوطنية وعن تحصينها وتثبيت مقوماتها، وسط وضع إقليمي وقاري متلاطم ومعقد، يعتبر :
على المستوى الأممي والإقليمي:
– أن الاجتماع الأخير لمجلس الأمن الأممي، المنعقد في واحد وعشرين أبريل الجاري، كتقليد أممي دوري، بلا رهانات جوهرية وتبعات ديبلوماسية وقرارات، كرَّس الوضع المريح لبلادنا في علاقتها مع المؤسسة الأممية بخصوص قضيتنا الوطنية، وصواب مواقف المغرب بخصوص دور الأمم المتحدة الحصري في ملف القضية، والتعاون البناء لبلادنا من أجل استئناف العملية السياسية في أفق الحكم الذاتي، واحترام قرارات الأمين العام في اختيار ممثليه والتجاوب معها، والإقرار بحقيقة الهدوء السائد في أقاليمنا الجنوبية، بتزكية من بعثة المينورسو وكافة مصادر الإعلام الرسمية الدولية..
– أن القرار الأمريكي الشجاع والتاريخي، والمتعلق بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، أصبح يستوجب خطوات أخرى، عملية وديبلوماسية نحو الأمام، يستوجبها دعم الاستقرار والأمن في المنطقة، وتقوية التعاون التاريخي بين بلادنا وبين الولايات المتحدة، رائدة العالم وحاملة القلم في ملف القضية الوطنية، وعليه:
* يوجه نداءه إلى الشعب الامريكي وقواه الحية، المؤثرة، وفي قلبها الحزب الديموقراطي وبكل مكوناته الإنسانية والفكرية باستحضار التاريخ المشترك والمصلحة الثنائية، الجيواستراتيجيا والديبلوماسية والثقافية بين بلدينا، والعمل على تطوير الخطوة الجبارة إلى مواقف أقوى، في مواجهة مخططات الخصوم الإقليميين والدوليين للمغرب، كشريك استراتيجي والدفع نحو الحسم الأممي النهائي لملف عملت قوى العداء على تمطيط زمن أزماته وتعقيداته.
-يعرب عن عميق قلقه وسخطه من الاستقبال الإسباني الكاريكاتوري لزعيم الجبهة الانفصالية، وما رافقه من مجريات تخل بأخلاق حسن الجوار والتعامل الناضج بين الشعوب، معتبرا في الوقت نفسه أن الفضيحة التي رافقت وقائع استشفائه، تسائل القضاء الإسباني، كمؤسسة ظلت محط احترام وتقدير من الشركاء في الدائرة الأورومتوسطية، ترفع من منسوب أخلاق العدالة الانتقالية، كما حدث في قضية اعتقال دكتاتور الشيلي بينوشي.
-يطالب قضاة إسبانيا بعدم إسقاط بند الحق والأخلاق في قضية محورها الاغتصاب والإبادة والاغتيال والجرائم الجماعية والتعذيب، بأي ذريعة كانت، وتحت المسميات الإنسانية، التي لا تبرر بأي حال من الأحوال الالتفاف على حقوق الضحايا، بواسطة تزوير الوقائع والوثائق التعريفية للمعني بالاعتقال وسرية الترحيل وتواطؤات التكتم الاستفزازي للضحايا وللقضاء الإسباني نفسه، في حين تطالب إسبانيا من كل شركائها العمل على الحد من »الهجرة السرية« والحسم مع المتسللين من فقراء المهاجرين المسالمين!
-يتابع بقلق بالغ تزايد حدة التوتر والصراع، وتعقد قواعد الاشتباك في منطقة الساحل وجنوب الصحراء، حيث تتقاطع رهانات قوى التطرف والإرهاب، مع تجار الهجرات واستعباد المواطنين والمواطنات من كافة الدول وخلق بؤر متحركة وبنيات دولية للمنظمات المسلحة، كما عليه الأمر في العراق وليبيا وسوريا وصلت إلى درجة صار معها أمن المنطقة جزءا لا يتجزأ من أمن العالم، يشترط التعاون والتكافل وترتيب الأولويات من طرف القوى الدولية والإقليمية، عوض اذكاء النزاعات وتشجيع عوامل الانفصال والصراع المسلح وتفكيك بنيات الدول والشعوب.
وعلى المستوى الداخلي:
إن المكتب السياسي، إذ يجدد تثمينه واعتزازه العالي بالخطوات الاستباقية الجبارة التي قادها جلالة الملك في مواجهة كوفيد19، منذ بداية الوباء وفي كافة أطوار انتشاره ومجابهة آثاره الاجتماعية والصحية والاقتصادية، وتسريع حملات التلقيح الوطنية الناجحة:
– يثير انتباه الحكومة، ولجنة اليقظة إلى ما يستوجبه الوضع، آنا واستقبالا، من خطوات استباقية جديدة للحد من آثار الكوفيد المدمرة على فئات واسعة في حال استمرار أوضاع الحجر الصحي المشدد على أبناء الشعب المغربي، ومن مختلف القطاعات المتضررة ، لا سيما بالنسبة لذوي الدخل المحدود في القطاعات ذات الانتشار الواسع.
– ينوه بالقتالية النضالية لكافة الاتحاديات والاتحاديين، واستماتتهم في توفير الشرط الذاتي والموضوعي لحضور مشرف في الاستحقاقات القادمة، معتبرا أن جوهر العمليات المقبلة، التي رافقها شبه إجماع وطني حول النصوص والقوانين، له دلالاته وآفاقه، هو تقوية النسيج الديموقراطي لبلادنا، وتحصين تعدديتها التاريخية والعتيدة، مما يطرح على كافة الفرقاء تحكيم المقومات الأخلاقية في المنافسة السياسية، ومنها منافسات الصناديق، والعمل،عبر القوانين وبها، على منع أي تشويه يطال الغاية والوسيلة في بناء الهندسة المؤسساتية القادمة.
-يثمن عاليا الدينامية الرفيعة والدؤوبة التي عرفتها اللقاءات الجهوية والإقليمية، التي قادها الكاتب الأول وفرق العمل من المكتب السياسي في كل جهة من الجهات، وما انتهت إليه من نتائج إيجابية، ذات الصلة بالترشيحات وبوضع لبنات العمل في صياغة البرامج المرتبطة بذات الاستحقاقات،
– يعلن العمل عن تدقيق مسطرة الترشيحات الحزبية، تبعا للتغييرات التي طرأت على المنظومة القانونية للانتخابات، مع تشكيل اللجنة الخاصة بالبرنامج الانتخابي الاتحادي.
وفي سياق توفير شرط تجويد الأداء التنظيمي عمليا، اتخذت القيادة الحزبية في الاجتماع إياه، جملة من القرارات المرتبطة بالسير الداخلي للحزب، وباللجن الوطنية للانتخابات واللجن الجهوية والإقليمية والمحلية، حتى تكون أكثر نجاعة..

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

بلاغ اجتماع مؤسسة كتاب الجهات والأقاليم للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية

بيان الكتابة الجهوية للحزب بجهة الشرق

بيان الكتابة الجهوية لجهة درعة تافيلالت

بلاغ المكتب السياسي للحزب لاجتماع 27 مارس 2024