الكاتب الأول إدريس لشكر: الندية التي يتبناها المغرب اليوم جعلت المواجهة تتسع في كل الاتجاهات

الوزير مصطفى بايتاس: القضية الوطنية حققت مكاسب مهمة من خلال التكتلات مع الأحزاب الدولية الصديقة

رئيس الفريق عبد الرحيم شهيد: يتعزز دورنا باستمرارية مجهودنا الوطني في الدفاع والترافع عن الصحراء المغربية

نظم الفريق الاشتراكي في مجلس النواب، يوم الخميس 18 يناير 2023 يوما دراسيا حول موضوع «تطورات القضية الوطنية وجهود الدبلوماسية الموازية، المكتسبات ومتطلبات الترصيد».
وأكد الكاتب الأول ادريس لشكر، في كلمته الافتتاحية، أن «تحيين مقاربتنا السياسية للدبلوماسية لن يتم إلا بمرافعات ومساهمات الإخوة المشاركين في تحيين المعطيات، لنسلح أنفسنا جيدا، خاصة أن الظرفية جد صعبة، لأن الخصوم يُشهرون كل الأسلحة في مواجهة المستجدات الأساسية في المغرب، والتي يعود الفضل فيها إلى « الملك محمد السادس، وإلى السياسة الهادئة، والديبلوماسية الوازنة التي فاجأتنا جميعا، خصوصا الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على أراضيه».
في ذات السياق، يرى في مواجهة المستجدات الأساسية في المغرب، والتي يعود الفضل فيها إلى « الملك محمد السادس، وإلى السياسة الهادئة، والديبلوماسية الوازنة التي فاجأتنا جميعا، خصوصا الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على أراضيه». الأخ الكاتب الاول بأن مقترح الحكم الذاتي لتسوية نزاع الصحراء، انتقل إلى مجال أرقى وأوسع، حيث أصبح أرضية للنقاش على المستوى الدولي، وهذا دفع بأطروحتنا إلى الأمام، لنجاعتها وقوتها.
واعتبر إدريس لشكر أن توجيه الدعوة للجزائر لحضور جلسات التفاوض بين أطراف النزاع في الصحراء من طرف المبعوث الأممي، ستافان دي ميستورا، يفيد بأن النزاع لم يعد بين دولة وحركة انفصالية تدعي التحرر، كما تروج لذلك الجزائر وصنيعتها، بل نحن أمام نزاع إقليمي أسقطت فيه أطروحة دعم الجزائر لـ»حركة تحرر»، وجعلها بين قوسين.
وقال الأخ الكاتب الأول، إن من المستجدات القوية في هذا الملف هي عودتنا للاتحاد الافريقي، مما ساهم في اندار المحور الجنوب الافريقي والجزائر، وهما الدولتان اللتان تنوبان عن بعضها البعض في كل المحافل الدولية من أجل معاكسة الوحدة الترابية للمغرب. وهذا الاندحار يتمثل في انتخاب المغرب لأول مرة في هياكل الأممية الاشتراكية في شخص الاتحاد الاشتراكي، حيث انتخب ممثلة الحزب نائبا لرئيس الأممية الاشتراكية. وقد جاء انتخاب المغرب في سياق المشروع الذي طرحه الحزب، والذي لا علاقة له بالحسابات السياسية الضيقة التي دأبت الجزائر على ممارستها من خلال تأليب الآخرين ضدنا في كل مناسبة.
وأشار الكاتب الأول إلى المغرب حقق انتصارات بالمنظمات الدولية والإقليمية، واستطاع هزم الخصوم، وإسقاط الجزائر وجنوب إفريقيا داخل منظمة الأممية الاشتراكية، على سبيل المثال.
وقال الكاتب الأول إن العلاقات الدولية اليوم تُبنى على المصلحة، وليس على القيم والمبادئ والحوار واحترام المواثيق الدولية. ولنا أن نأخذ من جائحة كورونا العبر والدروس، حيث كانت مجموعة من الدول تسارع للحصول على المستلزمات الطبية دون الرجوع إلى المواثيق الدولية. وها نحن اليوم نلمس تنامي موجة الشوفينية والعنصرية وصعود اليمين المتطرف في أوروبا، رغم أنها مجتمعات متقدمة. غير أنها لم تستطع تجاوز أنانيتها الفردية ونظرتها للدول النامية. فأوروبا كانت مبدعة العلاقات الدولية، وأنشأت، في هذا الاطار، مؤسسة الأمم المتحدة لتحرر الشعوب، لكن لا ينبغي أن ننسى أن أوروبا هي المسؤولة تاريخيا على تقسيم بلداننا ومجتمعاتنا وأمننا.
وأفاد المتحدث أن المغرب يضع اليوم نفسه في موقع الندية، ومن الطبيعي أن يصعب على الدول التي كانت تنظر إلينا من الأعلى أن تستوعب سيادة القانون ومجهوداتنا في المجال الحقوقي.
وذكر لشكر ، في كلمته، أن فرنسا، المسؤولة تاريخيا على الخريطة التي كانت تديرها بالمسطرة والقلم، كانت تخادعنا وتدعي المساندة، أو ربما كانت تلتزم بنوع من الحياد، لكن الندية التي يتبناها المغرب اليوم جعلت المواجهة تتسع في كل الاتجاهات، شمالا جنوبا وشرقا.
ووجه ادريس لشكر رسالة قوية إلى خصوم المغرب قائلا: « ابتزازاتكم، ودناءتكم متجاوزة، بما في ذلك، فرنسا… اليوم علا صوت الحق، وهو ما نراه من خلال تراجعات في مؤتمر صنيعة الجزائر «البوليساريو»، لا يرعبكم من يتكلم في قناة فرنسية، فالأصل أننا في صحرائنا، والصحراء في مغربها».
إلى ذلك، أشاد الأخ الكاتب الأول بالنموذج التنموي المغربي الذي يعتبر مشروعا نموذجيا باعتراف تلك الدول، ومنه بناء دولة الحق والقانون ممثلة بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان ولجانه الجهوية، وأدوارها المهمة، خاصة في الأقاليم الجنوبية.
إن القضية الوطنية أقوى من كل الحسابات الصغيرة والضيقة، وهي الدافع الذي جعل الشهيد عمر بنجلون يواجه السجن والاستبداد في أحلك سنوات الرصاص، ويدافع في نفس الوقت عن وحدتنا الترابية. إنه الدافع نفسه الذي جعل الفريق الاشتراكي يتوجه إلى كل الاشتراكيين في العالم للوقوف في وجه كل من تسول له نفسه المساس بوحدتنا الترابية، لأنه لا حق لأي كان في استغلال قضيتنا، كما أننا لن نرضخ مطلقا، وسنتصدى من مواقعنا لكل الابتزازات.
من جهته، اعتبر مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن هذه المبادرة تعكس مدى الاهتمام بالأدوار التي تطلع بها الدبلوماسية الموازية، نظرا لما تشغله القضية الوطنية، معتبرا أنه لابد من تعبئة كل القوى الحية في بلادنا داخل الوطن وخارجه، مشيدا بما حققه أعضاء البرلمان، من خلال العمل داخل اللجان دعما للمسار الديموقراطي في بلادنا.
ويرى بيتاس أن القضية الوطنية الأولى حققت مكاسب مهمة من خلال التكتلات مع الأحزاب الدولية الصديقة التي لطالما شكلت مواقف فعالة لصالح الوطن ووحدته الترابية.
وقد شكل النموذج التنموي حسب الوزير نفسه، مجموعة من الأوراش الكبرى التي يرعاها جلالة الملك في نفس الوقت الذي توالت فيه الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء وسيادة المغرب الكاملة على أراضيه.
كل تلك الإنجازات كرست حسب بايتاس، مزيدا من المصداقية لطرح الحكم الذاتي ما يدعونا إلى ترصيد وتثمين ما تحقق، والوقوف ضد كل ما يقف ضد وحدتنا ويرصد الملايير لأجل ذلك.
من جانبه، اعتبر عبد الرحيم شهيد رئيس الفريق الاشتراكي في مجلس النواب أن ترصيد المكتسبات مع تعزيز التموقع الجيد للدبلوماسية الرسمية في تعاطيها مع قضية الصحراء المغربية، والتي كانت النقطة الاولى للأجندة السياسية للمملكة، وهو المعطى الذي يعتبر محط إجماع وطني.
وأضاف: «إننا نحن في الفريق الاشتراكي من دافع عن مغربية الصحراء، وواجهنا زيف الخصوم في هذا الملف، لأننا استمرار للحركة الوطنية، وحركة التحرير الشعبية التي ناضل من أجلها الاتحاد الاشتراكي لعقود وفق نفس المبدأ والنهج، وأننا حزب وطني تاريخي يؤمن بالدفاع عن الأرض، وهي في حالتنا هذه الصحراء المغربية».
وأكد رئيس الفريق الاشتراكي أن مسار الدفاع عن وحدتنا الترابية غايته خلق تنمية حقيقية في الأقاليم الجنوبية التي تعرف نهضة واعدة، خاصة مع تفعيل النموذج التنموي، وأن مسار التشبث بمغربية الصحراء يتجسد في خلق تنمية فاعلة بالأقاليم الجنوبية، عبر برامج تنموية سرعت من الإدماج الاجتماعي، كطريق تزنيت وميناء العيون والداخلة الأطلسي، إضافة إلى خط ساحلي لنقل السلع بين الدار البيضاء والصحراء المغربية، إضافة إلى إعادة فتح خطين بحريين بين طرفاية والعيون مع لاس بالماس. مضيفا أن «دينامية الدبلوماسية المغربية كانت وراء كل المكتسبات الميدانية، وهو ما تجسد في سحب عديد الدول الاعتراف بجمهورية الوهم».
وقال المتحدث إن الفريق الاشتراكي بمجلس النواب انخرط بكل مسؤولية في الدينامية الدبلوماسية الوطنية، عبر شغل كل المساحات ضمن الدبلوماسية الموازية، لأننا تمكنا عبر التاريخ من ربط علاقات قوية مع النماذج الاشتراكية العالمية، وأن قناعتنا تتمثل في تحصين الدبلوماسية الرسمية لقضية الصحراء في مسارين اثنين، الأول يتمثل في الدبلوماسية الرسمية، والثاني يندرج في الإطارات الفاعلة الحزبية والنقابية والمدنية.
ويرى المتدخل أن الدبلوماسية بصورها المتعددة السياسية والثقافية والرياضية عنوانها الدفاع المستميت عن القضية، وتعزيز أدوارنا وتقوية أطرنا خدمة لقضيتنا الأولى.
وأفاد عبد الرحيم شهيد أنه، وبعد مرور ما يزيد على سبعة وأربعين سنة من النزاع المفتعل، عرفت قضية الصحراء المغربية في السنوات الخمسة الأخيرة عدة تطورات إيجابية على الصعيد الدولي، بفضل العناية الملكية وتضافر مختلف الجهود الدبلوماسية الرسمية والموازية، وبفضل الدعم الشعبي الدائم والمستنكر، وهو ما جعل من قضية الصحراء قضية جميع مؤسسات الدولة: الحكومة، البرامان، والمجالس المنتخبة، وكافة الفعاليات السياسة والنقابية والاقتصادية وهيئات المجتمع ابمدني، ووسائل الإعلام، وجميع المواطنات والمواطنين.
وقد توجت المجهودات الوطنية في الدفاع عن مغربية الصحراء، يضيف المتحدث، بتحقيق انتصارات ومكاسب دبلوماسية كبيرة في مسار القضية الوطنية، من أبرزها قرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء، حيث شكل دعما لمقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب، ورافق ذلك تغيير مواقف العديد من الدول الوازنة في أوروبا، ودعمها لمقترح الحكم الذاتي، بالموازاة مع سحب عديد من دول الاتحاد الافريقي ودول أمريكا اللاتينية اعترافها بالجمهورية الوهمية، وتوج ذلك بالتطور الايجابي لقرارات مجلس الأمن.
كما حققت السياسة الخارجية المغربية انتصارات دبلوماسية مهمة، توجت بفتح عدد من القنصليات الأجنبية بالأقاليم الجنوبية بكل من العيون والداخلة، تبرز حجم الجهود التي بذلتها الدبلوماسية الرسمية والموازية على حد سواء. كما أن الدبلوماسية الاقتصادية التي نهجها المغرب عن طريق اللجان العليا المشتركة للتعاون تؤكد على وجود استراتيجية متكاملة من طرف الدولة استطاعت بفضل إصرارها وعدالة القضية الوطنية تحقيق العديد من المكتسبات.
وأضاف شهيد أن الاعتراف، اليوم، بسيادة المغرب على صحرائه أصبح واقعا سياسيا له وزنه على الساحة السياسية، وفي تدبير العلاقات الدبلوماسية ومكتسبا من جانب آخر من جانب آخر، ساهمت في تحقيقه مبادرات مختلف الفاعلين السياسيين والمدنيين عبر الجهود الحكومية، وأساسا الحضور الدبلوماسي القوي لوزارة الخارجية في كل المنتدبات الدولية والإقليمية. كما ساهمت فيه أيضا تعبئة وتوظيف كل الإمكانات الحزبية والبرلمانية والمدنية والتواصلية في الترافع عن القضية الوطنية في المحافل واللقاءات الدولية والإقليمية، مما مكن من التعريف بعدالة قضيتنا الوطنية.
إن الجهود المبذولة والمكتسبات التي حققتها بلادنا على الرغم من السياق الدولي الصعب والمتسم بعدم اليقين والصراعات الجيو سياسية والاقتصادية، والتحديات البيئية، يتطلب منا اليوم بذل المزيد من الجهود وحشد المزيد من الدعم لقضيتنا الوطنية، من أجل ترصيد المكتسبات، وتفويت الفرصة على أعداء الوحدة الوطنية، مما يعني ضرورة تعزيز التنسيق بين جميع الأطراف الاقتصاديين والاجتماعيين والفاعلين الحكوميين والسياسيين والمدنيين، والتخطيط الجيد لبناء موقف منسجم ومناصر ومؤيد لفائدة القضية الوطنية، يهدف إلى ترصيد المكاسب وتعزيز الانتصارات الدبلوماسية.
ففي هذا السياق الإقليمي والوطني الحاسم، في مسار تطورات قضية الصحراء المغربية، في ظل تكريس الاعتراف الدولي بالسيادة الكاملة للمغرب، يقوم البرلمان بدور محوري واستراتيجي في قيادة المبادرات الدبلوماسية الموازية، سواء داخل المحافل البرلمانية العالمية، أو في إطار التنظيمات الدولية الثنائية أو متعددة الأطراف.
ومن هذا الموقع، يقول عبد الرحيم شهيد، يتعزز دور الفريق الإشتراكي بمجلس النواب في سياق استمرارية مجهوده الوطني في الدفاع والتعريف والترافع عن قضية الصحراء المغربية في مختلف الأنشطة الدبلوماسية الموازية التي يقودها، أو التي يكون طرفا فيها، سواء عبر علاقاته الدولية والإقليمية مع الفرق البرلمانية الصديقة أو داخل البرلمان المغربي وخارجه في إطار العلاقات مع برلمانات الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات البرلمانية الدولية، وفي إطار «الشعب البرلمانية» أو «مجموعات الأخوة والصداقة البرلمانية». وقد ظل دوره بشكل دائم محفزا لاتخاذ مزيد من القرارات لفائدة قضيتنا الوطنية من طرف أعضاء لجان وهيئات ومؤسسات ومحافل دولية.
يشار إلى أن اليوم الدراسي حول «تطورات القضية والوطنية وجهود الدبلوماسية الموازية، عرف مشاركة دارسين ومسؤولين حكوميين ورؤساء مؤسسات وطنية وثلة من الخبراء والأكادميين من أجل التفاعل مع التطورات الأخيرة لملف الصحراء المغربية وسبل تقوية المكتسبات وترصيدها، مع التركيز على الجهود الدبلوماسية الموازية في تعزيز التموقع الجيد للدبلوماسية الرسمية.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الفريق الاشتراكي يسائل وزير الداخلية حول تخريب الرعاة الرحل لمصادر عيش السكان المحليين باقليم تزنيت

 فرع الحزب بأكدال الرياض ينظم ندوة حول «الدولة الاجتماعية الآفاق والتحديات»

حتى  لا تتحول مجالس الحكامة الى آلية للتحكم

الكاتب الأول يستقبل وفد يضم قيادات بالحزب الاشتراكي الألماني وبرلمانيين ومسؤولين بمؤسسة فريديريش ايبيرت .