ها قد اسدل الستار على قوس الاستحقاقات الانتخابية ، و الاتحاد الاشتراكي اليوم بالمعارضة بما له و بما عليه ، و ها قد اتضح كل شيء ، و هو ما يستوجب إلقاء كلمة حق و تعبير عن موقف صريح غير قابل للاختباء او محاولة التنصل او البحث الانتهازي عن القفز من السفينة كما فعل البعض في محطات عديدة .

لقد اختلفت بمعية عدد من الاخوة مع الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي الاستاذ ادريس لشكر لاكثر من 7 سنوات ، اختلاف لم يكن من اجل منصب او من اجل ترشح للبرلمان ، او منصب وزاري او عمل او او ، بل اختلاف حول تدبير الحزب و شؤونه التنظيمية الداخلية ، خلاف كنا فيه اشداء على الرجل ، بينما كان عدد كبير من من يرشقونه اليوم بكل أنواع السب و القذف ، يدافعون عنه و يهاجموننا في السر و العلن ، بل منهم من استفاذ ما لم يستفده احد غيره من قبل او من بعد .

سنوات طويلة من الخلاف الساحق ، اكتشفنا من خلاله أن المتضرر الاول و الاخير منه ، هو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، بتاريخه و حاضره و مستقبله ، خلاف قبلنا طي صفحته عبر بوابة المصالحة التي اقرها الحزب و قيادته و على رأسها الاستاذ ادريس لشكر ، مصالحة أكدت للجميع ، ان الاتحاد الاشتراكي استوعب الصراع اللامنطقي الذي شهدته اروقته منذ تأسيسه ، صراع شكل على امتداد التاريخ السياسي ، اكبر منطلق للهدر السياسي في المغرب الحديث ، مصالحة لم تقر باخطاء مرحلة فقط بل بكل المراحل التي عاشها الحزب و التي شهدت الانقسام و التفتيت و الخروج من الحزب، من طرف عدد كبير من أبناءه و بناتهم.

هكذا جاء رجوعنا للعمل التنظيمي الحزبي ، في إطار مصالحة لا تعترف لا بغالب و لا مغلوب ، بمصالحة تنتصر للاتحاد الاشتراكي فقط ، تحترم الشرعية التنظيمية ، و تهدف لتقوية الحزب و لإعادة الاعتبار لمناضلاته و مناضليه ، مصالحة قبلها من قبلها و رفضها من رفضها .

هنا تبرز أهمية الحقيقة ، و قوة الاختيار ، خاصة بالنسبة لمن هو في وضعي ، كاحد الذين قبلو العودة للحزب من بوابة المصالحة ، فالحق كل الحق ان عودتنا للحزب ،لم تلقى الا الترحيب و الإدماج الشامل ليس فقط في هياكل الحزب ، بل في عمق اختياراته و قراراته ، و لم نلقى من الكاتب الاول للحزب الاستاذ ادريس لشكر ، الا الحرص على اعطائنا مكانتنا داخل حزبنا ، و الدفع بنا في كل الواجهات النضالية التي قادها الحزب ، و لم نلمس اي نزعة انتقامية (كما كان يقال لنا) ، او اي محاولة للاقصاء و التهميش .

ان رجوعنا للعمل التنظيمي داخل حزبنا ، مكننا من الوقوف على صدق الوفاء للاتحاد الاشتراكي الذي يسكن وجدان الاستاذ ادريس لشكر ككاتب اول للحزب ، و ان بعض الأخطاء التي ترتكب ليست كما يدعي البعض ان سببها غياب الحس الاتحادي ، بل في كثير من الأحيان تكون نتيجة تقديرات تنظيمية و سياسية تقتضي اتخاذ القرار سواء سلبيا او ايجابيا ، امام سلوكات و ردود افعال قاسية للبعض تضر بصورة الحزب السياسية و التنظيمية .

لقد كنا مع الاستاذ ادريس لشكر ، في كل القرارات والخطوات السياسية ، التي اتخذت ، وساهمنا في بلورتها و تنزيلها سواء داخل الحزب أو خارجه ، و كنا و لا زلنا مؤمنين بصدقها و بصوابها ، و لعل نتائج الانتخابات و ما حصل عليه الحزب خير دليل على ذلك .

اليوم وقد خرج الحزب للمعارضة ، و أعلن الاستاذ ادريس لشكر عدم ترشحه لولاية جديدة على راس الحزب ، فلن نقفز من السفينة ، و لن نتنصل من هذه المرحلة ، و لن ننتهج أسلوب الجبن الذي يميز البعض في مثل هذه اللحظات ، فنحن لا نعتبر السفينة في حالة غرق ، بل نعتبرها قوية و صالحة للملاحة و لمقاومة الزوابع و الاختلالات التي قد تواجهها بلادنا ، و سنستمر في حزبنا بجانب قيادته و على رأسها الاستاذ ادريس لشكر ، و سنظل اوفياء لاصطففنا و لاختيارات حزبنا ، فنحن ابناء الاتحاد و لا نعرف الا الاتحاد.

بقلم علي الغنبوري

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

النائبة مجيدة شهيد تسائل الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية حول خلفيات وقف الدعم المالي المباشر عن بعض الأسر القاطنة بإقليم زاكورة.

الخروج  اليوم عن المبادئ والقواعد والأعراف والتوافقات ترجمة لمنطق التغول : إلزامية عدم التراجع عن المكتسبات التي سبق إقرارها في النظام الداخلي

خلال اجتماع مؤسسة كُتاب الجهات والأقاليم

بلاغ اجتماع مؤسسة كتاب الجهات والأقاليم للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية