انعقدت بمدينة فاس، يوم الجمعة الماضي، ندوة علمية هامة في موضوع ذي راهنية كبرى متعلق »بـ”الحريات الفردية في مغرب اليوم«”، في إطار اهتمام الاتحاد الاشتراكي الدائم بطرح الأسئلة المجتمعية الحارقة في نقاش عمومي سيكون تحضيرا للمؤتمر الوطني الحادي عشر لحزب القوات الشعبية.

اعتبر الأستاذ الجامعي عبد الرحمان العمراني أن موضوع الحريات الفردية يندرج ضمن المشكلات التي لا نطرحها إلا ونحن قادرين على حلها، بثقة وأمل، رغم وجود ممانعة حتى طرحها للنقاش العمومي الذي انطلق، لحاجة مجتمعية ملحة، على اعتبار أن الأمر لا يهم النخبة فقط بل يستأثر باهتمام كل المجتمع نظرا للمواضيع التي تطرح نفسها، مثل العلاقات الرضائية، بعيدا عن نظرية المؤامرة وحملات الكراهية وحروب الكلمات والمصطلحات الإطلاقية التي تصور الأمر كصراع بين ملائكة! وشياطين.
وفي إطار الاستقطاب الثنائي، يضيف الأستاذ العمراني، بأن هناك مسافة بين الطرفين عبر التاريخ بحكم طبائع الأشياء قد تتسع أو تضيق تبعا للعلاقة بين حرفية النصوص في علاقتها بالممارسة المجتمعية الميدانية، مما يقتضي الإدراك الواعي لهذه الحقيقة عوض القفز عليها، وهو ما يجعل قبولها في الاقتصاد والمعاملات ورفضها في المجال المرتبط بالمعيش الخصوصي.
وقد نبه الأستاذ الجامعي إلى الخطأ الشائع الذي يعتقده البعض من أن هذا النقاش خاص بالمجتمعات المسلمة والحال أن كل المجتمعات عاشته، ومثل لذلك بمواقف اللاهوت الأوروبي في العصور الوسطى التي عرفت النقاشات حول مواضيع التحريم والأحكام القاسية الدينية في موضوع الحريات الفردية وحتى في الجانب الاقتصادي كمسألة الربا.
أما ما يتعلق بما أسماه الأستاذ العمراني بـ”فوبيا الهوية” التي تعتبر أن أي إصلاح هو تهديد للهوية، ولتفنيد الأمر بين أن الإصلاحات التي عرفها الغرب لم تقض على المسيحية، وتساءل عما إذا كان اعتماد القانون المدني والتجاري وقانون الشغل وغيرها قد أضاع هويتنا الدينية والثقافية، ولم يمنع ذلك من الأخذ بناصية الاجتهاد المنتج كإقرار مدونة الأسرة بالاجماع ولا علاقة بإمبريالية إباحية أو انحلال خلقي.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الكاتب الأول الأستاذ إدريس لشكر يترأس المجلس الجهوي الموسع بجهة مراكش -أسفي

انعقاد المؤتمر الثامن لإقليم الرباط

خلال التجمع الجماهيري لدعم الاخ محمد ياسر الجوهر بفاس: إجماع المتدخلين على فشل الأداء الحكومي

خلال اجتماع مؤسسة كُتاب الجهات والأقاليم