بقلم عبد السلام المساوي

قلناها مرارا وتكرارا… قلناها بقوة أحيانا وبتوافق أحايين… قلناها بكل لغات السياسة، بدروسها ورموزها ورسائلها؛ هذا الحزب ليس كسائر الأحزاب، إنه حزب استثنائي، حزب مختلف في الميلاد والنشأة، في المسار والصيرورة، في الرؤية والمنهج، في المشروع والهدف…
إنه حزب النضال المستمر، الواعي والهادف، المؤسس والمؤطر… ليس حزبا مناسباتيا، ليس حزبا انتخابيا… الانتخابات عنده لم تكن أبدا ولن تكون أبدا غاية في حد ذاتها بل فقط وسيلة… وحدها الديموقراطية هي الوسيلة والهدف… وهكذا، ومباشرة بعد انتخابات 8 شتنبر التي أكدت بقاء حزبنا كبيرا وقويا، وبخلاف الأحزاب إياها، انخرط الاتحاديات والاتحاديون في التحضير للمؤتمر الوطني الحادي عشر…
وانطلق قطار المؤتمر الوطني الحادي عشر.. قطار النضال والتحدي… امتداد في الحاضر والمستقبل… الرصيد التاريخي هو البوصلة…
المضي في الطريق… الإرادة والدينامية… القطع مع الجمود والكسل… الثورة على الانغلاق والانعزال…
حراك اتحادي… حراك واعي… دال ومعبر… مغزى عميق… رسائل ورموز… الاتحاد الاشتراكي هو القاطرة… هو الرافعة… هو المدرسة… طموح وعزيمة… مبادرة وإبداع…
إنه الماضي الذي يمتد في الحاضر… رسالة جيل لجيل… اتحاديات واتحاديون يعشقون الورد… يعشقون الجمال… قيم الحب والتواصل والحوار، قيم التسامح والانفتاح والتآخي… قيم التجديد والخلق والإبداع… جميلون يعشقون الحياة… اختاروا معانقة الأمل والمستقبل لذا قرروا الانتماء إلى هذه المدرسة الاتحادية، حيث شروط التربية والتوعية… رفعة الأخلاق وسمو المبادئ….
الاتحاديات والاتحاديون… اشتراكيون ديموقراطيون.. عقلانيون حداثيون… تاريخ وعطاء… نضال وتضحية… فكر وعمل… أيديولوجيا وممارسة.. صناع التاريخ… أحياء في التاريخ بل التاريخ حي بهم…
الاتحاديات والاتحاديون… يصطحبون انتماءهم لمواجهة الصعاب.. لمجابهة التغول… لمجابهة المثبطات، لعناق الأمل… ودائما يحملون دفاتر وورودا… وفي ذهنهم أفكار ومبادرات… وعلى كتفهم مهام ومسؤوليات… فهم يكرهون الفراغ… الاتحاديات والاتحاديون يواجهون الفراغ، والفراغ أقتل من القمع؛ القمع يمكن أن يكون مجرد فترة وتمر، ويمكن أن يصيب الوهن مرتكبيه، أما الفراغ فهو يقتل القريحة ويستمر مفعوله عدة أحقاب…
الاتحاديات والاتحاديون في تحضيرهم للمؤتمر الوطني الحادي عشر يملؤون الفراغ الذي يهيمن على المشهد السياسي ببلادنا بعنوان باهت (الثلاثي المتغول)…. إن الزمان الفارغ يعدي الناس بفراغه… وحين يكون الشعور هامدا والإحساس ثابتا… يكون الوعي متحركا… وعي بأن السياسة هي انتزاع الممكن من قلب المستحيل… ولكن حيث توجد الإرادة… حيث يوجد الاتحاديون والاتحاديات ويكون الطموح…. تكون المبادرة ويكون التحدي… وتكون الطريق المؤدية إلى النتائج… ويقول مناضلو ومناضلات الاتحاد الاشتراكي: «لا تهمنا الحفر ولا نعيرها أي اهتمام».
منذ بداية البدايات، منذ 1975… كشف الاتحاديون والاتحاديات عن طاقة تمتلك قدرة الصمود… وفي النضال يظلون دائما ودوما متمسكين بطموح النجاح… بإرادتهم وإصرارهم ينسجون نسيجهم المميز «الإرهاب لا يرهبنا والقتل لا يفنينا وقافلة التحرير تشق طريقها بإصرار».
الاتحاديات والاتحاديون يكرهون اللغة السوداوية والنزعة العدمية… يكرهون الضجيج والشعبوية… يكرهون لغة اليأس والتيئيس… لا… هم متفائلون… والتحضير للمؤتمر الحادي عشر يعبر عن هذا التفاؤل…. وهذا الطموح…. وهذا الحب اللامشروط للمغرب وللحزب رغم الكآبة… قد يكون الماضي حلوا إنما المستقبل أحلى…..
مناضلات ومناضلو الاتحاد الاشتراكي يشكلون استثناء في زمن الكائنات الضائعة… واثقون في زمن التيه… مؤمنون بأن النضال التزام لا ريع… أبناء مدرسة عتيدة… مدرسة تاريخية… تربية اتحادية نزعت منهم، للأبد، الإحساس بالخوف والاستسلام… كره الانتهازية والانتظارية… وزرعت فيهم الإمساك بمسار حياتهم مهما كانت العراقيل والعوائق…. تربية زرعت فيهم الصمود والتصدي… تنفسوا عبق تاريخ نضالي… تربية تعتمد الجدية والصرامة مرات وتعلن الليونة والمرونة مرارا…. تمطر حبا حينا نارا أحيانا… تربية اتحادية زرعت فيهم مبدأ الانتماء وحب الوطن (المغرب أولا)….
الاتحاد الاشتراكي حضور نضالي قوي… حضور ينشده كل يوم ويذكره ويتصاعد في تناغم مع سنفونية وردة اسمها المدرسة الاتحادية… هي أصلا تأسست ضد الصمت…. ضد الظلام… ضد القمع… ضد الاختفاء وراء الأقنعة… أزعجت قوى الشر والفساد…. أزعجت المحافظين والشعبويين؛ قوى التخلف والتغول….
تحية لكل الاتحاديات والاتحاديين على النجاح والتحدي… على الصمود والإصرار… على وضوح الرؤية وعقلانية المنهجية… على المضي في الطريق… حزبنا أملنا ومستقبلنا.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

النائبة مجيدة شهيد تسائل الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية حول خلفيات وقف الدعم المالي المباشر عن بعض الأسر القاطنة بإقليم زاكورة.

الخروج  اليوم عن المبادئ والقواعد والأعراف والتوافقات ترجمة لمنطق التغول : إلزامية عدم التراجع عن المكتسبات التي سبق إقرارها في النظام الداخلي

خلال اجتماع مؤسسة كُتاب الجهات والأقاليم

بلاغ اجتماع مؤسسة كتاب الجهات والأقاليم للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية