قال محمد بنعبد القادر أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية موجود وحاضر في قلب الحدث السياسي، سواء على المستوى الحكومي والبرلماني أو داخل المجتمع، وأن من يشنون هجمات متتالية، بين الفينة والأخرى، على هذا الحزب ورموزه، لن يفلحوا في مراميهم الدنيئة، فحزب الاتحاد الاشتراكي حزب حي وعريق لا تحركه الوشوشات الفارغة ولا الوشايات الكاذبة. وأوضح محمد بنعبد القادر، عضو المكتب السياسي للحزب، في لقاء تواصلي مع مناضلات ومناضلي الحزب بمدينة سطات، أن التاريخ والمؤتمرات الوطنية ومسيرة الحزب أكدوا أن الاتحاد الاشتراكي، رغم بعض الصراعات التنظيمية، يخرج دائما منتصرا ويتجاوز كل العقبات ويجابه كل التحديات من أجل كسب الرهانات السياسية والديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية.
وفي ذات السياق، أبرز عضو المكتب السياسي في هذا اللقاء الذي حضره عدد من مسؤولي الحزب الجهويين والإقليميين والمحليين أن كل حزب سياسي لابد أن يصاب ببعض «الوعكات»،  لكن ما أكده المؤتمر الوطني العاشر ونتائجه السياسية والتنظيمية، تبين، بالملموس، أن الحزب معافى وعائد بقوة للمشهد السياسي، وقد استرجع المبادرة السياسية.
وذكر القيادي بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن الاتحاد الاشتراكي حاضر على المستوى الدولي بفضل علاقاته المتشعبة مع عدد من المؤسسات السياسية التي يتواجد فيها بقوة، ثم بفضل علاقات الصداقة التي تربطه بعدد من الأحزاب السياسية الاشتراكية والديمقراطية في العالم، منبها في هذا الباب لعضوية الاتحاد الاشتراكي وأدواره السياسية التي يلعبها داخل الأممية الاشتراكية، ثم تواجده في قيادة التحالف التقدمي العالمي للأحزاب الديمقراطية والاجتماعية.
وبخصوص الدخول السياسي والاجتماعي لهذا الموسم،  اعتبر بنعبد القادر أن القيادة السياسية للحزب قد طبعت هذا الدخول ببيان سياسي يمكن اعتباره خارطة طريق ويتضمن المحاور الكبرى لتوجهنا السياسي وتقديرنا للمرحلة السياسية الدقيقة التي تعيشها البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، مبرزا، في هذا الصدد، أن المكتب السياسي للحزب بعد خطاب العرش، توقف، بانتباه كبير، عند مضامينه وتوجهاته وتحليلاته، فرغم أن له نفس نقدي للمؤسسات الإدارية  والحزبية وتشخيص للمشاكل إلا أن الخطاب له أفق تجاوزي يدفع بالبحث عن الحلول الملائمة لهذا الواقع.
وأوضح بنعبد القادر أن الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر قد أكد خلال اجتماع  تقديم حصيلة الحكومة خلال 120 يوما، أن الوضع الاجتماعي يثير القلق ولم يرق للمستوى المطلوب باعتبار الأجور المجمدة منذ سنوات ثم القدرة الشرائية للمواطنين التي تدهورت بفعل الزيادات المتتالية في الأسعار، ثم الحوار الاجتماعي الذي كان مجمدا منذ مدة، لذلك شدد الكاتب الأول للحزب على ضرورة إيلاء الجانب الاجتماعي أهمية قصوى خلال هذه الولاية الحكومية باعتبار أن البعد والتماسك الاجتماعي أساسيان، وهما التزام سياسي لابد من الوفاء به.
وأشار عضو المكتب السياسي بهذه المناسبة إلى أن هذا الدخول السياسي، نترقب فيه كذلك الخطاب الملكي الذي سيفتتح الدورة التشريعية لهذه السنة، في الجمعة الأولى من شهر أكتوبر، ثم انطلاق الحوار الاجتماعي مع المركزيات النقابات الأكثر تمثيلية، بالإضافة إلى أن هذا الدخول السياسي سيتميز بعقد مؤتمرات وطنية لأحزاب وطنية سياسية، حزب الاستقلال وحزب العدالة والتنمية ثم المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة.
وفي هذا السياق، أوضح عضو المكتب السياسي أن الاتحاد الاشتراكي حزب يؤمن بقوة الأحزاب وأن لا ديمقراطية بدون أحزاب سياسية قوية، وكلما كانت الأحزاب السياسية قوية كلما كان رهان التغيير واضحا والتقاطب السياسي أكثر وضوحا، مشددا على أن الاتحاد الاشتراكي بالرغم من الهجومات التي يتلقاها في غضون عقد مؤتمراته الوطنية من قبل عدد من الجهات والخصوم السياسيين، إلا أنه لا يتشفى في أي حزب لإيمانه القوي بالدور السياسي وأهمية الأحزاب في البناء الديمقراطي والتنمية الشاملة للبلاد.
كما شكل هذا اللقاء التواصلي فرصة لمحمد بنعبد القادر لتوضيح عدد من القضايا المرتبطة بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية بحكم أن حزب الاتحاد الاشتراكي يتحمل حقيبة هذا القطاع لأول مرة، واستعرض الوزير الاتحادي المحاور الرئيسية لورش الإصلاح داخل هذا القطاع الذي يشرف على الموارد البشرية كلها في الوظيفة العمومية والجماعات المحلية، كما أوضح الأهداف النبيلة للمراسيم التي تمت المصادقة عليها في المجالس الحكومية.
وأبرز الوزير أن المجهودات التي يتم بذلها لإنجاح ورش الإصلاح في الإدارة والوظيفة العمومية غير منعزلة على مبادئ الإصلاح العام الذي تنشده البلاد المتمثلة في خدمة المواطن وتهيئة جميع شروط الكرامة له، للعيش في أمن واستقرار.
في بداية هذا اللقاء التواصلي الذي حضره مسؤولون  حزبيون من برشيد وابن أحمد وسطات ومستشارون جماعيون بالإقليم والجهة، بالإضافة للشبيبة الاتحادية والقطاع الطلابي ومسؤولون نقابيون اتحاديون بالفدرالية الديمقراطية للشغل، ألقى رشيد بهلول، منسق للحزب  وبرلماني عن دائرة سطات، كلمة بالمناسبة رحب فيها بالحضور وبعضو المكتب السياسي، وأكد أن هذا اللقاء فرصة للقيادة والمناضلين من أجل التواصل حول الدخول السياسي والاجتماعي.
وشهد هذا اللقاء تدخل عشرين مناضلا طرحوا عدة قضايا سياسية وتنظيمية مرتبطة بقطاع إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية.