الاتحاد الاشتراكي حزب مبدع

يقول الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر في برنامج “مواجهة للإقناع” على قناة “ميدي 1 تيفي”، مساء السبت 10 يوليوز، “إن الاتحاد الاشتراكي دائم الاشتغال والعمل، أفكاره متجددة؛ وسنجد في النموذج التنموي حضور أفكار الاتحاد وشعاراته “دولة قوية وعادلة ومجتمع حداثي ومتضامن”، وورش الحماية الاجتماعية وتعميمها على كافة المغاربة…”

يتبين وبالملموس أن الاتحاد الاشتراكي عندما يرفع شعارا أو ينتج مفهوما أو يطرح برنامجا سياسيا، فليس بغرض التمويه والتغليط، الضجيج والبهرجة، وليس بغرض دغدغة عواطف الجمهور والسيطرة على مشاعره وكسب أصواته…

أن مفاهيم الاتحاد الاشتراكي مفاهيم نابعة من وعي نظري عميق وقابلة لتجريب عملي مسؤول… من هنا كانت هذه المفاهيم، وفي كل مرة، ثورة في حقل سياسي يطغى عليه العقم والجمود، الاجترار والرتابة…

إن كل متتبع للخطاب السياسي ببلادنا، لابد وأن يخرج بخلاصة سياسية ودالة؛ مفادها أن كل الساسة والمحللين والإعلاميين والمعلقين السياسيين… لم ولن يستطيعوا الخروج من الخطاب السياسي الاتحادي ومن النسق المفاهيمي الاتحادي؛ يفكرون ويتكلمون لغة اتحادية….

لا أحد، الآن وغدا، يجادل بأن الاتحاد الاشتراكي ناضل وعمل من أجل الارتقاء بالسياسة، خطابا وممارسة وتنظيما، وأغنى الحقل السياسي بأدبيات سياسية رفيعة ومفاهيم دقيقة ومعبرة… مفاهيم ارتقت بالخطاب السياسي ببلادنا من خسة الألفاظ الغارقة في الشعبوية إلى رفعة المصطلحات المؤسسة على التفكير العملي والعلمي، بعد تنقيتها وتطهيرها من شوائب والتباسات اللغة العامية والاستعمال اليومي.

إن الخطاب السياسي الاتحادي يتم إنتاجه داخل اللغة العالمة وبمنهجية علمية… ومنذ البداية، عمل الاتحاد الاشتراكي على تأصيل الخطاب وتجديده، وإنتاج المفاهيم وإغنائها، في تفاعل جدلي مع التحولات السياسية والمجتمعية التي تعرفها بلادنا…. في هذا الإطار  يتأطر شعار “دولة قوية عادلة، ومجتمع حداثي متضامن”.

في لقاء تواصلي سابق مع مناضلات ومناضلي الحزب بتنغير؛ أكد الكاتب الأول إدريس لشكر، أن الاتحاد الاشتراكي دافع عن شعار “الدولة القوية والعادلة والمجتمع الحداثي المتضامن”، وهو ما يتجلى واضحا في الرهانات التي طرحها النموذج التنموي الجديد.

إن الأفكار والقيم -يقول لشكر- التي تحركنا داخل الاتحاد الاشتراكي، وجدت مضمونها داخل النموذج التنموي الذي قدمه بنموسى لجلالة الملك…

يقول الكاتب الأول في الأرضية التوجيهية “كاشتراكيين ديموقراطيين، جعلنا شعار مشروع النموذج التنموي الجديد لحزبنا الذي أعلننا عنه بعد مشاورات ومداولات داخلية في ندوة دولية في أبريل 2018: “دولة قوية عادلة ومجتمع حداثي متضامن”. واليوم وبلادنا على المحك، يعي الجميع معنى الدولة القوية العادلة: دولة ذات مصداقية تحرص على تحمل مسؤولياتها والوفاء بالتزاماتها ومهامها كيفما كانت الظروف. ويعي الجميع معنى المجتمع الحداثي المتضامن: فئات مجتمعية متضامنة في ما بينها بغض النظر عن انتمائها الطبقي أو الفئوي أو الجغرافي أو النوعي.”

ويقول إدريس لشكر في ذات الأرضية “فمع البدايات الأولى لانتشار جائحة “كورونا”، جسدت الدولة المغربية بقيادة جلالة الملك طابعها الاجتماعي أكثر من أي وقت مضى، وبشكل جعل بلادنا مضرب الأمثال في مختلف أقطار العالم.”

وهنا نذكر بما جاء في المذكرة التي قدمها الاتحاد الاشتراكي للجنة النموذج التنموي الجديد، والتي كانت بعنوان “دولة قوية عادلة ومجتمع حداثي متضامن”؛ “ولعل أهم استخلاص يمكن الوقوف عنده يرتبط بالرؤى والآليات العامة المعتمدة في تفعيل المشروع التنموي على أوسع نطاق، وخاصة على مستوى تحديد مهام وأدوار الدولة في المسار التنموي الشامل. وهنا، لابد من الإشارة إلى منظورنا لدور الدولة التي لا نريدها وفق مبادئنا الاشتراكية المعارضة لفكرة تحطيم الدولة، أن تكون “جهازا حارسا” يسمح للصراع الاجتماعي واقتصاد السوق بالتحكم في مصير البلاد. فالدولة التي نريد غير محايدة تقوم بدور تحفيزي واجتماعي لصالح الفئات الاجتماعية الأكثر تضررا في المجتمع من خلال توفير شروط العيش الكريم والحماية الاجتماعية العادلة والمنصفة. إننا مع الدولة الداعمة للتخفيف من حدة آثار العولمة في إنتاج المزيد من الفقر والهشاشة في ظل غياب تنافسية الاقتصاد الوطني القادرة على تحقيق التوازن الاجتماعي.