عبد الحميد جماهري

صار للمغرب وضعه الاعتباري كلاعب إقليمي كبير،يسعى إلى تقويته وتكريسه، في الواقع وفي العلاقات مع الآخرين.
وهذا الارتقاء لم يعد خافيا على أحد، كما أنه يحظى بمتابعة دولية وإقليمية، ويثير في لعبة الدول، المنافسة أو العداء حتى.
وعندما نقول الدور الإقليمي المركزي، فإننا نضع نصب أعيننا، القدرة على التأثير في الهندسة الأمنية والاستقرارالجهوي الذي يشمل المغرب الكبير ودول الساحل..كبوابة لإفريقيا، ثم شمال إفريقيا كدرع للشرق الأوسط.
وباعتماد على تعريف كتبه الإسباني لوكاس مارتين في الصحيفة الخبيرة في الشؤون الجيوسياسية، atalayar
في عدد يونيو الماضي، فإن القوى الإقليمية في هذه المنطقة الخاصة من الكوكب، «لا يمكن قياسها أو تحديد تعريفها، حصريا وبناء فقط على قدراتها المادية من قبيل الإنفاق العسكري أوالاحتياطي الاقتصادي أوعدد السكان إلخ إلخ، بل إن الميزة الرئيسية التي يجب أن تَسِمها، هي قدرتُها على تفعيل وتطبيق ترسانة واسعة من الإجراءات والسياسات الأمنية التي يكون لها تأثيرما وراء حدودها».
ولعلي لن أنكرأن رأيه هذا الذي قرأته مرارا، صادف هوىً في نفسي ، كما أن مواده الإشعاعية ستجعله مبثوثا، ضمنيا أوعلنيا في هذا العمود، إضافة إلى مقالة أخرى من توقيع الأستاذ الدكتور في العلوم السياسية في مدرسة الحكامة والاقتصاد بالرباط،وورد فلوبيرغ.
ومن تفاعل الإعلامي، والأكاديمي والخبير، يمكن أن نعتبر أن المعيار الذي على ضوئه تقاس أدوار هذا البلد أو ذاك، هو الديبلوماسية وطريق تدبير العلاقات الخارجية..ثم الدورالاقتصادي، وقبل ذلك وبعده الدور الأمني، أو الاستقرار الأمني..ثم الأمن الروحي.
وتتمثل الأسس البنيوية، مجتمعة في قدرة المغرب، وإرادته المعلنة في المشاركة في الأمن الجهوي،سواء عبر المساعدة العسكرية، أو المشاركة في حفظ السلام، أو لعب دور الوساطات(مالي وليبيا مثلا) أو في الشراكة الأمنية القوية في المحيط القريب أو في الخارطة الدولية.
والأساس الثاني، هو القدرة على امتلاك مواردَ رمزية ومادية تتجاوز القدرة العسكرية في حماية الحدود أو المساهمة في الاستقرار والسلام في العالم، ومن ذلك كما يقول العديد من الخبراء، القدرة على تحريك الرأسمال الديني، عبر الأوطان والقارات، وامتلاك ثقافة ديبلوماسية قوية، كما يتبين من خلال التصريحات والكتابات التي تعطي للمغرب بالفعل تاريخا ديبلوماسيا في أكثر مناطق العالم التهابا، أي الشرق الأوسط،ثم العلاقات الاقتصادية المتينة….
وقبل هذا وذاك كما قلنا، هو القدرة على تأمين الداخل والحدود من طرف الدولة التي تلعب الريادة الإقليمية.
وهنا مربط الفرس الأمني، لأن الدولة «التي تطمح إلى لعب هذا الدور، لكنها تعاني من مشاكلَ بنيوية أولها مؤسسات غير متجانسة أو أن مشاريعها غير واضحة كوطن ودولة، تجد مشاكل كبيرة في لعب دور المسؤولية الجهوية أوالتصرف كمخاطب جدي في منطقتها أو في العلاقة مع القوى العالمية الرئيسية»….
وعلى العموم، فإن القاعدة الأمنية، والقاعدة الاقتصادية، والقدرة الديبلوماسية، والثقافة الدينية، والتأثير الروحي، تشكل الأساس القوي لريادة إقليمية معترف بها.
ويمكن القول من الآن، أن التركيز على الاستقرار الأمني، كواجهة مقنعة في تقوية سحر المغرب وقدرته على الإغراء، بلغة المحللين الجيواستراتيجيين، منبنية على تقديم نفسه بصورة الدولة المستقرة سياسيا والمحصنة أمنيا، والقادرة على تصدير استقرارها للجوار القريب والأقل قربا منه..
يتبع

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الخروج  اليوم عن المبادئ والقواعد والأعراف والتوافقات ترجمة لمنطق التغول : إلزامية عدم التراجع عن المكتسبات التي سبق إقرارها في النظام الداخلي

حتى  لا تتحول مجالس الحكامة الى آلية للتحكم

اليوم يفتتح ذ.إدريس لشكر المؤتمر الوطني لقطاع المحامين

الأغلبية تظهر «وحدة الواجهة ـ الفاصاد»، وواقع مكوناتها يؤكد ما قاله الاتحاد وكاتبه الأول..