محاولة عودة بنكيران إلى المشهد السياسي من نافذة شبيبة العدالة والتنمية بعدما أخرجه حزبه من باب الأمانة العامة ذكرتني ببعض الأحداث التي من شأن استحضارها المساهمة في إماطة اللثام عن حقيقة شخصية بنكيران الملتبسة.
– بنكيران ينتمي إلى جيلي، حيث شاءت الأقدار أن نلتقي كطلبة في نفس الكلية، أي كلية العلوم بالرباط، أتذكر أنه في سنة 1977، وهي السنة التي تم فيها اختطافي من طرف عناصر «DST «واقتيادي معصب العينين ومقيد اليدين إلى المعتقل السري الرهيب «درب مولاي الشريف»، حيث تعرضت لتعذيب وحشي استغرق 6 أشهر قبل نقلي إلى السجن المدني بمكناس بتهم ثقيلة بلغت حد اتهامي بمحاولة قلب النظام الملكي وإقامة نظام جمهوري مكانه والمؤامرة والتخطيط للحرب الشعبية الطويلة الأمد وتأسيس تنظيمات سرية غير قانونية!!!! قلت أتذكر أن اعتقالي هذا جاء بالضبط بعد المعارك التي خاضها الطلبة في كلية العلوم من أجل المطالبة برفع الحظر عن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وتحسين الشروط البيداغوجية للدراسة، وفي خضم المعركة أتذكر أن بنكيران كان يندد بمعركتنا هذه ويعبر بالمكشوف عن انحيازه السافر إلى جانب الإدارة ضدا على المصالح والمطالب المشروعة للطلبة، وأتذكر جيدا أن بنكيران كان يحاول عرقلة تدخلي حين جاء عميد الكلية آنذاك للحوار مع الطلبة وذلك بمدرج المرحوم بلماحي.
مباشرة بعد هذا الحادث شرع البوليس في شن حملة من الاعتقالات الواسعة في صفوف مناضلات ومناضلين من كلية العلوم وكلية الآداب وكلية الطب بالدار البيضاء وفي مؤسسات أخرى للتعليم العالي.
-الموضوع الثاني الذي ذكرتني به محاولة بنكيران العودة إلى الساحة السياسية هو مذكرات «الكوميسير» المدعو الخلطي، وهو أحد جلادي سنوات الرصاص، حيث اعترف بأن بنكيران قد أطلق سراحه بعد الاعتقالات التي طالت بعض عناصر تنظيم «الشبيبة الإسلامية» على خلفية الجريمة النكراء التي اقترفتها عناصر من هذا التنظيم في حق الشهيد عمر بنجلون، وذلك مقابل التعاون مع أجهزة المخابرات، وبالفعل تمت الصفقة وتحول بنكيران من معارض للنظام إلى متعاون معه بل ومعارض لليسار بمختلف تلويناته وبالضبط الاتحاد الاشتراكي.
– الموضوع الثالث الذي أريد إثارته هو خروج بنكيران في مظاهرة صغيرة نظمتها «الشبيبة الإسلامية» للتنديد بالاعتقالات التي طالت عناصر هذا التنظيم الإرهابي وفي صفوف من نفذ جريمة اغتيال الشهيد عمر بنجلون، وهو في حد ذاته يؤكد تعاطف بنكيران مع المجرمين قتلة عمر بنجلون.
– وأخيرا أتذكر أن عناصر من «الشبيبة الإسلامية» و»حركة الإصلاح والتوحيد» تم توجيههم من طرف إدريس البصري إلى حزب الدكتور الخطيب «الحركة الشعبية الدستورية والديمقراطية»، ونعرف جميعا بأن الخطيب هو من مكن أحد مدبري جريمة اغتيال عمر بنجلون من الاختفاء ثم الفرار من العدالة، كما أن الخطيب كان من أشرس أعداء حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي إلى درجة تحالفه مع أحرضان و اكديرة وأوفقير لتأسيس ما يسمى «جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية» التي زورت وزارة الداخلية الانتخابات لصالحها في إطار محاولة القضاء على الحركة الوطنية والتخلص من إرثها النضالي وإشعاعها الشعبي.
ونعلم أن حزب الخطيب قد تحول في ما بعد إلى حزب العدالة والتنمية…